فهرست

پرش به محتوا

آثار حضرت آیة الله العظمی شیخ محمد اسحاق فیاض

مناسك الحج وبهامشها – عربی

جلد

1

فهرست

فهرست

صفحه اصلی کتابخانه مناسك الحج وبهامشها – عربی صفحه 4

مناسك الحج وبهامشها – عربی

مناسك الحج و بهامشها 301)


وأما النساء فلا تحل له إلا بالإتيان بعمرة مفردة أخرى، وإن كان محصورا فى الحج، فحكمه ما تقدم فى العمرة المفردة، غير أن النساء لا تحل للمحصور فى العمرة المفردة، إلا بالإتيان بعمرة مفردة أخرى1 ، ولكنها تحل للمحصور فى الحج بالذبح والحلق أو التقصير، ولا تتوقف حليتها على الإتيان بعمرة مفردة بعد الحصر2.


 

(1)) <page number=”301″ /> سؤال 1: هل يكفى فى تحليل النساء للمحصور أن يأتى بطواف وسعى ولو فى حج أو عمرة تمتع، أو لابد من عمرة مفردة كاملة لتحل له النساء؟<br /><nl />الجواب: يستنيب حتى يخرج عن الإحرام إذا أتى النائب بطواف النساء، وتتوقف مشروعية الإستنابة على اليأس.<br /><nl />سؤال 2: لو لم يتمكن المحصور من الإتيان بعمرة مفردة لتحل له النساء، فهل تبقى الحرمة عليه مؤبدة أو يستنيب من يأتى بالعمرة وتحل له بذلك، وهل الإستنابة مشروعة من أول عدم التمكن من العمرة أو متوقفة على اليأس منها؟<br /><nl />الجواب: يجوز الإستنابة إذا أراد الإعتمار ولم يتمكن من ذلك.
(2)) سؤال 1: إذا مرض المعتمر بعد إحرامه ووصوله الى مكة، ولم يتمكن من الطواف، أو أحصر الحاج عن الطواف والسعى، فنقل الى المستشفى ومنها الى بلده لخطورة حالته، فهل وظيفته الاستنابة للطواف والسعى وهو فى بلده أو تجرى عليه أحكام المحصور؟ وإذا جرت عليه أحكام المحصور فأين يذبح ذبيحته‌؟<br /><nl />الجواب: لا تجرى على المحصور عن الطواف والسعى فى الحج أحكام المحصور فيستنيب وإن كان فى بلده ويصح حجه، وأما المحصور عنهما فى العمرة المفردة فلا تجرى عليه أحكام المحصور فيستنيب للطواف وصلاته والسعى ويقصّ‌ِر ثم يستنيب لطواف النساء.<br /><nl />سؤال 2: فى حال تعرض المعتمر لمرض مفاجئ أثناء طوافه فنقل الى المستشفى ثم لبلده، فهل يعد محصورا حينها أو يكتفى بالإستنابة للطواف والسعى وطواف النساء ثم يأتى وهو فى بلده بصلاة الطواف وصلاة طواف النساء ويقصر ويخرج من إحرامه‌؟

 

مناسك الحج و بهامشها 302)


وأما المحصور فى عمرة التمتع فقط‍‌ دون الحج، فلا تترتب عليه أحكامه، بل تنقلب وظيفته حينئذ من التمتع إلى الإفراد1 ، كما تقدم فى المصدود.


 

(2)) <page number=”302″ />
الجواب: يكتفى بالإستنابة حتى للصلاتين ولا يأتى فى بلده إلا بالتقصير.<br /><nl />سؤال 3: إذا منع الحاج الذى تعرض لحادث أو مرض بعد إتمامه لعمرة التمتع ونقله خارج مكة للعلاج من الذهاب الى مكة للإحرام للحج فماهى وظيفته‌؟<br /><nl />الجواب: يحرم من أى مكان يمكنه الإحرام منه ويذهب منه الى عرفات، والأحوط‍‌ تجديد إحرامه هناك أيضا.
(1)) سؤال 1: إذا كان المحصور لا يتمكن من أداء الأعمال كما هو المفروض، فمن يقوم بأعمال العمرة المفردة بعد انقلاب عمرة التمتع اليها بسبب الإحصار؟<br /><nl />الجواب: إذا استطاع المحصور وخف مرضه وتمكن من إتمام أعمال عمرة التمتع قبل زوال يوم عرفة صحت متعته ولم تنقلب، ولكن لو لم يتمكن من أعمالها إلا بعد زوال ذلك اليوم، أو استمر مرضه أو غيبوبته ولم يرج افاقته أو شفاؤه قبل عودته، انقلبت الى المفردة وأتى هو بأعمال العمرة المفردة إن كان مفيقا متمكنا، وإلا استناب عنه وليه من يقوم بأعمال العمرة المفردة وقصر من شعره وخرج بذلك من إحرامه.<br /><nl />سؤال 2: ما حكم من وصل إلى مكة فى عمرة التمتع فأصابته غيبوبة‌؟<br /><nl />الجواب: يستنيب وليه عنه من يطوف ويسعى ويصلى عنه ثم يقصر من شعره إذا احتمل إفاقته قبل الموقفين أو قبل إختيارى المزدلفة على الأقل، ثم يحرم عنه نيابة يوم التروية ويجنبه محرمات الإحرام، فإن أفاق وأدرك ولو اختيارى المشعر، أو اختيارى عرفات واضطرارى المشعر، أو إضطراريهما معا صح حجه ولا يضره الغيبوبة بعد ذلك لإمكان الإستنابة لأعمال منى وأعمال مكة. وأما إذا يئس من إفاقته قبل الوقوفين أو المجزى منهما فهو محصور تنقلب وظيفته الى العمرة المفردة ويستنيب وليه عنه من يكمل الأعمال ويقصر من شعره ويخرج من إحرامه.

 

مناسك الحج و بهامشها 303)


مسألة 295: إذا أحصر فى الحج وأرسل هديه إلى محله وهو منى، وبعد ذلك خف مرضه واستعاد صحته، وحينئذ فإن اعتقد1 انه إذا واصل سفره إلى مكة أدرك الموقفين أو أحدهما وجب عليه ذلك، والالتحاق بالناس فى الموقفين أو أحدهما، فإذا صنع ذلك صح حجه إفرادا، والأحوط‍‌ أن يأتى بعمرة مفردة بعده أيضا، وإن احتمل ذلك بدون الوثوق والاطمئنان، فالأحوط‍‌ وجوبا أن يواصل سفره برجاء إدراك الموقف، فإن أدرك كفى، ولاشيء عليه غير أعمال منى وما بعدها من طواف الحج وصلاته والسعى بين الصفا والمروة، ثم طواف النساء وصلاته، فإذا أكمل ذلك فقد تم حجه، وإن لم يدرك الموقف فلذلك صورتان: –

الأولى: أن يكون عدم إدراكه مستندا إلى مرضه، ففى هذه الصورة تترتب عليه أحكام المحصور، على أساس أن مرضه هو الموجب لفوات الحج عنه، وعندئذ فإن كان قد ذبح هديه فى منى فعليه أن يحلق أو يقصر فى مكانه، فإذا فعل ذلك حل له كل شيء قد حرم عليه حتى النساء، وإن لم يذبح هديه فعليه أن يقوم بذبحه، فإذا ذبح ثم حلق أو قصر أحل من كل شيء حتى من النساء.

الثانية: أن يكون عدم إدراكه مستندا إلى تقصيره وتسامحه فى السير والتعطيل والإهمال فيه بدون مبرر وموجب، ولو واصل سفره اعتياديا


 

(1)) <page number=”303″ /> سؤال: هل وجوب مواصلة السير للمحصور إذا خف مرضه متوقف على إعتقاده إدراك الموقفين أو أحدهما أو يشمل ما لو ظن بذلك‌؟<br /><nl />الجواب: فى حالة الظن فالأحوط‍‌ وجوبا عليه أن يواصل السير.

 

مناسك الحج و بهامشها 304)


لكان مدركا للحج، ففى هذه الصورة لا تترتب عليه أحكام المحصور، باعتبار أن فوات الحج غير مستند إلى مرضه، والأحوط‍‌ الأولى فيها أن يأتى بعمرة مفردة1 ، وعليه الحج من قابل.

مسألة 296: إذا احصر الحاج عن مناسك منى فقط‍‌ لم تجر عليه أحكام المحصور، فإن المكلف إذا عجز عن الذبح فى منى مباشرة استناب، فإن عجز عن الاستنابة أيضا جاز له الذبح خارج منى كمكة أو غيرها. وأما الحلق أو التقصير، فمع العجز عنه فى منى سقط‍‌ وجوبه فيها، فيجوز حينئذ الحلق أو التقصير فى خارج منى وإرسال الشعر إليها. وأماّ الرمى فإن تمكن منه ولو بالاستنابة وجب وإلا سقط‍‌ وجوبه عنه، ولا يجب قضاؤه فى السنة القادمة أيضا، وإن كان أولى وأجدر.

مسألة 297: إذا أُحْصِر الرجل فأرسل هديه إلى محله، ثم آذاه رأسه قبل أن يبلغ الهدى محله جاز له أن يذبح شاة فى محله، أو يصوم ثلاثة أيام، أو يطعم ستة مساكين لكل مسكين مدان ويحلق.

مسألة 298: لا يسقط‍‌ الحج عن المحصور بتحلله بالهدى والحلق أو التقصير، بل عليه الحج من قابل، شريطة أن لا تكون استطاعته وليدة تلك السنة، أو كانت ولكنها تبقى بعد رجوعه من السفر.


 

(1)) <page number=”304″ /> سؤال: إذا لم يرد الحاج العمل بالإحتياط‍‌ الإستحبابى بالإتيان بالعمرة المفردة، ولم تترتب عليه أحكام المحصور لتماهله فى مواصلة السير، فهل يبطل إحرامه من دون ذبح‌؟<br /><nl />الجواب: نعم يُحكم ببطلان إحرامه.

 

مناسك الحج و بهامشها 305)


مسألة 299: المحصور فى الحج إذا لم يجد هديا ولا ثمنه صام عشرة أيام على ما تقدم.

نقطة المفارقة والموافقة

مسألة 300: المصدود فى الحج والعمرة المفردة تحل له النساء بنفس ما تحل له سائر محرمات الإحرام، وكذلك المحصور فى الحج، وأماّ المحصور فى العمرة المفردة فلا تحل له النساء إلا بالإتيان بعمرة مفردة أخرى.

مسألة 301: المصدود فى الحج يذبح هديا فى مكانه، والمصدود فى العمرة المفردة إذا ساق الهدى معه يذبحه فى مكانه، وإلاّ فلا يجب عليه الهدى، والمحصور فى الحج والعمرة المفردة مخير بين إرسال الهدى إلى محله والذبح فى مكان الصد.

آداب مكة المعظمة

يستحب فيها أمور، منها:

1 – الاكثار من ذكر الله وقراءة القرآن.

2 – ختم القرآن فيها.

3 – الشرب من ماء زمزم، ثم يقول:

“اللهم اجعله علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء وسقم”.

ثم يقول: “باسم الله وبالله والشكر لله”.

4 – الإكثار من النظر إلى الكعبة.

مناسك الحج و بهامشها 306)


5 – الطواف حول الكعبة عشر مرات: ثلاثة فى أول الليل، وثلاثة فى آخره، وطوافان بعد الفجر، وطوافان بعد الظهر.

6 – أن يطوف أيام إقامته فى مكة ثلاثمائة وستين طوافا، فإن لم يتمكن فاثنين وخمسين طوافا، فإن لم يتمكن أتى بما قدر عليه.

7 – دخول الكعبة للصرورة، ويستحب له أن يغتسل قبل دخوله، وأن يقول عند دخوله:

“اللهم إنك قلت: ومن دخله كان آمنا، فآمنى من عذاب النار”.

ثم يصلى ركعتين بين الأسطوانتين على الرخامة الحمراء، يقرأ بعد الفاتحة فى الركعة الأولى سورة حم السجدة، وفى الثانية بعد الفاتحة خمسا وخمسين آية.

8 – أن يصلى فى كل زاوية من زوايا البيت، وبعد الصلاة يقول:

“اللهم من تهيأ أو تعبأ أو أعد أو استعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وجائزته ونوافله وفواضله، فإليك يا سيدى تهيئتى وتعبئتى وإعدادى واستعدادى رجاء رفدك، ونوافلك وجائزتك، فلا تخيب اليوم رجائى، يا من لا يخيب عليه سائل، ولا ينقصه نائل، فإنى لم آتك اليوم ثقة بعمل صالح قدمته، ولا شفاعة مخلوق رجوته، ولكنى أتيتك مقرا بالظلم والإساءة على نفسى، فإنه لا حجة لى ولا عذر، فأسألك يا من هو كذلك أن تصلى على محمد وآله وتعطينى مسألتى وتقيلنى عثرتى وتقلبنى برغبتى، ولا تردنى مجبوها ممنوعا ولا خائبا، يا عظيم يا عظيم يا عظيم أرجوك للعظيم، أسألك يا عظيم أن تغفر لى الذنب العظيم، لا إله إلا أنت”.

مناسك الحج و بهامشها 307)


ويستحب التكبير ثلاثا عند خروجه من الكعبة وأن يقول:

“اللهم لا تجهد بلاءنا، ربنا ولا تشمت بنا أعداءنا، فإنك أنت الضار النافع”.

ثم ينزل ويستقبل الكعبة، ويجعل الدرجات على جانبه الأيسر، ويصلى ركعتين عند الدرجات.

طواف الوداع

يستحب لمن أراد الخروج من مكة أن يطوف طواف الوداع، وأن يستلم الحجر الأسود والركن اليمانى فى كل شوط‍‌، وأن يأتى بما تقدم من المستحبات عند الوصول إلى المستجار عند الكلام عن آداب الطواف، وأن يدعو الله بما شاء ثم يستلم الحجر الأسود ويلصق بطنه بالبيت، ويضع إحدى يديه على الحجر والأخرى نحو الباب، ثم يحمد الله ويثنى عليه، ويصلى على النبى وآله، ثم يقول:

((اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك وأمينك وحبيبك ونجيك وخيرتك من خلقك، اللهم كما بلغ رسالاتك وجاهد فى سبيلك وصدع بأمرك وأوذى فى جنبك وعبدك حتى أتاه اليقين، اللهم أقلبنى مفلحا منجحا مستجابا لى بأفضل ما يرجع به أحد من وفدك من المغفرة والبركة والرحمة والرضوان والعافية)).

ويستحب له الخروج من باب الحناطين ويقع قبال الركن الشامى ويطلب من الله التوفيق لرجوعه مرة أخرى.

مناسك الحج و بهامشها 308)


ويستحب أن يشترى عند الخروج مقدار درهم من التمر ويتصدق به على الفقراء.1


 

(1)) <page number=”308″ /> مسائل تخص الحجاج والمرشدين<br /><nl />فى المشاعر وغيرها<br /><nl /> سؤال 1: هل يجوز الوضوء من ماء السبيل فى الحرم المكى والمسجد النبوى وهو مبرد ومعد للشرب، ومثله الماء فى زمزم نفسها؟<br /><nl />الجواب: الماء الموجود فى الحرم المكى والمسجد النبوى الشريف وغيرهما من الأماكن المقدسة إن كان ملكا لأحد وهو جعله للشرب خاصة لم يجز الوضوء به ولا غيره من الاستعمالات غير الشرب، وإن لم يكن ملكا لأحد وكان باقيا على إباحته جاز الوضوء به… وهل يجوز الوضوء به مع الشك‌؟ الجواب: لا بأس.<br /><nl />سؤال 2: إذا كانت الصلاة فى الروضة فى المسجد النبوى تستدعى السجود على ما لا يصح السجود عليه، فهل يجوز اختيار ذلك مع أمكان السجود على ما يصح السجود عليه فى خارج الروضة‌؟<br /><nl />الجواب: إن كانت الصلاة فى جماعة هؤلاء جاز السجود على ما لا يصح حتى مع أمكان اختيار مكان يمكن السجود على ما يصح ولا يجب عليه الذهاب إلى ذلك المكان وإن كان فى داخل المسجد فضلا عن خارجه وصلاته صحيحة شريطة أن يقرأ القراءة بنفسه، ولجماعته كذلك ثواب كثير، وان كانت فرادى، فإن كان اختيار مكان يصح السجود عليه محلا للشك والريب فيه جاز السجود على ما لا يصح و إلا فلا.<br /><nl />سؤال 3: مسجد القبلتين فى المدينة المنورة شملته التوسعة الحديثة فجعلوا من الدور الأرضى كله دورات للمياه واصبح المسجد فوق الدور الأرضى فما هو حكم التخلى فى دورات المياه فيه‌؟<br /><nl />الجواب: إذا كانت دورات المياه فى الطابق الأرضى من ارض المسجد سابقاً لم يجز استعمالها لذلك.

 

مناسك الحج و بهامشها 309)



 

(1)) <page number=”309″ />
سؤال 4: المسؤولون عن حملات الحج والمرشدون للحجاج الذين يمارسون عملهم سنوياً هل حكمهم القصر أو التمام‌؟<br /><nl />الجواب: إذا كانت فترة عملهم قصيرة كثلاثة أسابيع كان حكمهم القصر وإن كانت طويلة كثلاثة أشهر كان حكمهم التمام، وفى موارد الإشتباه والشك فى صدق أن عملهم فى السفر فالأحوط‍‌ وجوباً الجمع بين القصر والتمام.<br /><nl />سؤال 5: إذا اقام الحاج فى مكة المكرمة عشرة ايام واراد الخروج إلى المشاعر فما حكم صلاته فيها علماً انه لا يبلغ المسافة الشرعية ولو ملفقة وقد ترك امتعته فى مكة لغرض العود اليها وهل يختلف الحكم بين قصده الرجوع إلى مكة من حيث انها محل اقامته وبين قصده ان تكون محطة من محطات سفره بعد الانتهاء من المناسك‌؟<br /><nl />الجواب: نعم يختلف الحكم، فإن رجوعه إلى مكة إذا كان بعنوان أنها محل إقامته فوظيفته التمام، وإن كان بعنوان أنها محطة من محطات سفره الجديد فوظيفته القصر.<br /><nl />سؤال 6: من كان من اهالى المدينة المنورة واراد أداء العمرة المفردة فهل يصلى فى مسجد الشجرة فى ذى الحليفة قصراً أو تماماً؟ علماً انه قد اتسع العمران كثيراً؟<br /><nl />الجواب: إذا كانت منطقة ذى الحليفة لا تعد جزءاً من المدينة المنورة وان اتصل العمران بينهما فحكمه فيها القصر إذا كانت المسافة بينها وبين حدود المدينة تزيد على حد الترخص.<br /><nl />سؤال 4: هل التخيير بين القصر والاتمام فى مكة والمدينة أو المسجدين فيهما ابتدائى أو استمرارى‌؟<br /><nl />الجواب: استمرارى.<br /><nl />السؤال 7: هل التخيير بين القصر والتمام للمسافر يختص بالمناطق القديمة فى مكة المكرمة والمدينة المنورة أم يشمل الإمتدادات الجديدة أيضا؟<br /><nl />الجواب: يشمل الإمتدادات الجديدة.<br /><nl />السؤال 8: هل للامامى ان يشترك فى صلاة الجمعة التى تقام فى المسجدين الشريفين‌؟ <nl />الجواب: نعم له أن يشترك فيها، وإذا قرأ القراءة بنفسه صحت صلاته.

 

مناسك الحج و بهامشها 310)



 

(1)) <page number=”310″ />
السؤال 9: ما حكم صلاة الامامى خلف الامام غير الامامى إذا كان شروعه فيها قبل دخول الوقت الشرعى عندنا؟<br /><nl />الجواب: لا يجتزأ بهافى مفروض السؤال.<br /><nl />السؤال 10: جرت السيرة فى صلوات الجماعة التى تقام فى مكة المكرمة والمدينة المنورة أن يقنت الإمام بعد الركعة الثانية فى الصبح وبعد الثالثة فى المغرب ويؤمن المأمومون على كل فقرة من فقرات الدعاء الذى يقرأه فى قنوته فهل يجوز للمؤمنين المشاركين فى هذه الجماعات التأمين مع سائر المأمومين‌؟<br /><nl />الجواب: التأمين المبطل للصلاة إنما هو ما يؤتى به بعد الفراغ من قراءة الحمد – على التفصيل المذكور فى الرسالة – وأما ما يؤتى به فى سائر مواضع الصلاة فلا بأس به إذا قصد به الدعاء.<br /><nl />السؤال 11: هل فى الصلاة خلف غير الامامى لرعاية التآلف بين المسلمين يقصد الامامى الائتمام وتترتب أحكام الجماعة‌؟<br /><nl />الجواب: لا ضير فى نية الاقتداء بالامام منهم ولكن من دون ترتيب أحكام الجماعة. وإذا قرأ القراءة بنفسه صحت صلاته، وأما إذا لم يقرأ بنفسه واعتمد على قراءة الإمام جاهلا أو غافلا عن عدم جواز الإعتماد على قراءته فتصح صلاته أيضا.<br /><nl />سؤال 12: هل تصح صلاة الإمامى إذا اقتدى فيها ببعض أهل السنة فى الصورتين التاليتين:<br /><nl />أ – أن يكون ذلك بإقتضاء التقية‌؟<br /><nl />ب – أن يكون ذلك بإقتضاء بعض المصالح العامة كالتآلف معهم لأجل الحفاظ‍‌ على الوحدة الإسلامية.<br /><nl />الجواب: تجوز الصلاة خلفهم، ولكن لابد للمأموم أن يقرأ لنفسه إخفاتاً إن أمكنه، وإلاّ يقرأ فى نفسه، ويجوز له التكتف إذا اقتضته التقية، كما يجوز له السجود على ما لا يصح السجود عليه عندنا إذا لم يتيسر فى مكانه ما يصح السجود عليه كالبارية، فإن تيسر وجب اختياره.

 

مناسك الحج و بهامشها 311)



 

(1)) <page number=”311″ />
السؤال 13: ما حكم الصلاة الفريضة أو النافلة فى المسجد النبوى الشريف إذا كان استخدام ما يصح السجود عليه يعرض المصلى للاشكال، وهل يجب الانتقال من الروضة المطهرة مثلاً للمكان الخالى من السجاد لاداء الصلاة وان كان ملفتاً لأنظارهم‌؟<br /><nl />الجواب: يجوز السجود على ما لايصح السجود عليه كالسجاد ونحوه إذا كانت الصلاة فى جماعاتهم، وأما فى الصلاة فرادى فيجب الانتقال الى مكان يصح السجود عليه من باقى أنحاء المسجد وإن كان فى غير المسجد الأصلى إذا لم يكن مخالفا للتقية ولو من مجرد إظهار الخلاف المسمى بالتقية المداراتية.<br /><nl />أحكام المرشدين<br /><nl />سؤال 1: إذا سئل الإمامى فى أيام الحج من قبل بعض أبناء السنة عن بعض مسائله، فهل يجيبه وفق مذهبه أو وفق مذهبهم‌؟<br /><nl />الجواب: يجيبه على طبق مذهبهم، أو يضم اليه ما هو مقتضى مذهبنا، نعم إذا ظهر منه إرادة الحصول على الجواب وفق مذهبنا فلا بأس بالاقتصار على الجواب وفقه فقط‍‌.<br /><nl />سؤال 2: قد يصادف طالب العلم عند ذهابه إلى الحج من يسأله عن بعض مسائله، ولا يعلم لِمََنْ‌ يرجع السائل فى التقليد، أو لا يعلم رأى مرجعه، أو يعلم خطأه فى اختيار مُقَلَّده، أو يعرفه بعدم التقليد من رأس، فما هو تكليف طالب العلم فى هذه الموارد؟<br /><nl />الجواب: إذا رأى أن مُقَلَّده ليس أهلا للفتوى فلا يجوز له بيان فتواه، لأنه ترويج له، ووظيفته بيان رأى من يصلح للتقليد.<br /><nl />سؤال 3: إذا سئل المرشد الدينى عن حكم مسألة فهل عليه ان يسأل الحاج عن مرجع تقليده ليجيب وفق فتواه‌؟<br /><nl />الجواب: نعم، إذا كان ظاهر حال السائل انه يطلب فتوى مقلَّده كما هو كذلك عادة، ولو وجدت قرينة على انه يطلب فتوى من تكون فتواه حجة فى حقه باعتقاد المرشد الدينى اجاب بمقتضى اعتقاده فى ذلك.<br /><nl />سؤال 4: المرشد الدينى فى الحملة هل يلزمه ان يذكر للحجاج فتأوى جميع من يرجعون اليهم فى التقليد، أو يكفى ان لا يوقعهم فيما يخالف فتوى مقلَّدهم وان كان مخالفاً

 

مناسك الحج و بهامشها 312)


أعمالُ‌ المدينة الُمنوَّرة

1 – زيارة الرسول الأعظم.

يستحب استحبابا مؤكدا – بل من تمام الحج – زيارة سيد النبيين، وكذا زيارة الصديقة الطاهرة والأئمة، ويستحب الغسل عند دخول المدينة المنورة، وعند دخول إلى المسجد النبوى الشريف، وزيارة النبى، ويكفى غسل واحد لجميع ذلك. ويستحب الدخول إلى الروضة المباركة من باب جبرائيل والاستئذان للدخول فيقف على باب الحرم بخضوع وخشوع قائلا:

اللهمَّ‌ إنى وقفت على باب من أبواب بيوت نبيك صلواتك عليه وآله وقد منعتَ‌ الناس أن يدخلوا إلاّ بإذنه وقلتَ‌ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتَ‌ النبى إلاّ أن يؤذنَ‌ لكم.

اللهم إنى أعتقد حرمة صاحب هذا المشهد الشريف فى غيبته كما أعتقدها فى حضرته، وأعلم أنَّ‌ََََ رسولك وخلفائك أحياء عندك يرزقون يرون مقامى ويسمعون كلامى ويردون سلامى وأنكَ‌ حجبت عن سمعى كلامهم وفتحت باب فهمى بلذيذ مناجاتهم وإنى أستأذنك يا رب أولا


 

(1)) <page number=”312″ />
لاحتياطاتهم الوجوبية إذا كان من المراجع الآخرين من يفتى بالحكم الترخيصى فى مواردها؟<br /><nl />الجواب: لا يكفى ذلك إلاّ إذا احرز انهم يرجعون إلى من يفتى بالحكم الترخيصى ويعتبرون فتواه حجة فى موارد الاحتياط‍‌ الوجوبى لمرجعهم فى التقليد.

 

مناسك الحج و بهامشها 313)


وأستأذِنُ‌ رسولك ثانيا وأستأذنُ‌ الملائكة الموكَّ‌َلين بهذهُ‌ََِِِِ البقعة المباركة ثالثا، أأدخل يا رسول الله، أأدخل يا حجة الله، أأدخلُ‌ يا ملائكة اللهِ‌ المقربين المقيمين فى هذا المشهد، فأذن لى يا مولاى فى الدخول أفضلِ‌ ما أذنت لأحدٍ من أوليائك، فإن لم أكن أهلاً لذلك فأنتَ‌ أهل لذلك.

فيدخل مع سكينة ووقار وخشوع مقدما الرجل اليمنى على اليسرى ويقول:

باسمِ‌ِ اللهِ‌ وباللهِ‌ وفى سبيل اللهِ‌ وعلى ملة رسول ِالله، ربِّ‌ أدخلنى مُدخل صدق، وأخرجنى مُخرج صدق، واجعل لى من لدنك سُلطاناً نصيرا، اللهم اغفر لى وارحمنى وتب على، إنك أنت التوّابُ‌ الرحيم.

ثم تكبر مائة مرة وتصلى ركعتين تحية للمسجد الشريف، ثم تأتى قبر الرسول الأعظم ِمع السكينة والوقار وتستلمه وتقبله إن أمكن، وتقول:

السلامُ‌ عليك يا رسولَ‌ الله، السلام عليك يا نبى اللهِ‌ السلام عليك َيا محمد بن عبد اللهِ‌ السلام عليك يا خاتم النبيين أشهد أنك قد بلّغتَ‌ الرسالة وأقمتَ‌ الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيتَ‌ عن المنكر وعبدت اللهَ‌ مخلصا حتى أتاكَ‌ اليقين فصلوات اللهِ‌ عليك ورحمته على أهل بيتك الطاهرين.

ثم قف عند الأسطوانة الأمامية من الطرف الأيمن من القبر وأنت مستقبل القبلة ومنكبك الأيسر إلى جانب القبر ومنكبك الأيمن لما يلى المنبر فإنه موضع رأس رسول الله. وتقول:

أشهد أن لا إله إلا اللهُ‌ وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبدهُ‌ ورسوله وأشهد أنك رسولُ‌ اللهِ‌ وأشهد أنك محمد بن عبد ِالله وأشهد أنك قد

مناسك الحج و بهامشها 314)


بلغت رسالات ربك ونصحت لامتك وجاهدت فى سبيل اللهِ‌ وعبدت اللهَ‌ حتى أتاك اليقين بالحكمة والموعظة الحسنة وأديت الذى عليك من الحق وأنك قد رؤفت بالمؤمنين وغلظت على الكافرين، فبلغ اللهُ‌ بك أفضلَ‌ شرفِ‌ محلِ‌ المُكرمين، الحمد لله الذى استنقذنا بك من الشركِ‌ والضلالة، اللّهمَّ‌ فاجعل صلواتِك وصلواتِ‌ ملائكتِكَ‌ المقربين وعبادكَ‌ الصالحينَ‌ وأنبيائكَ‌ المرسلين وأهلِ‌ السماواتِ‌ والأرضين ومَن سبَّح لك يا ربَّ‌ العالمين مِنَ‌ الأوَّلين والآخِرين على محمدٍ عبدِكَ‌ ورسولِكَ‌ ونبيِّك وأمينِك ونجيِّك وحبيبِك وصفيِّك وخاصتِك وصفوتِك وخيرتِك من خلقِك، اللهمَّ‌ أعطه الدرجةَ‌ والوسيلةَ‌ من الجَنَّة وابعثْهُ‌ مَقاماً محموداً يغبِطُهُ‌ به الأوَّلون والآخرون اللهم إنك قلتَ‌ ولو أنَّهم إذْ ظلمُوا أنفسَهُم جاؤوكَ‌ فاستغفروا اللهَ‌ وأستغفرَ لهم الرسولُ‌ لوجدوا اللهَ‌ توّابا رحيما، وإنى أتيتُ‌ نبيَّكَ‌ مستغفراً تائباً من ذنوبى، يا محمدُ إنى أتوجَّهُ‌ بكَ‌ إلى اللهِ‌ ربِّى وربِّكَ‌ ليغفِرَ ذُنُوبى.

وإن كانت لك حاجة فاجعل قبر النبى خلف كتفيك واستقبل القبلة وارفع يديك وسل حاجتك فأحرى أن تقضى إن شاء الله تعالى. وقد وردت زيارة أُخرى عن الصادق. وهى:

إذا وقفت على قبر النبى قل: أشهد أن لا إله إلا اللهُ‌ وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبدُه ورسولُه وأشهد أنك محمَّدُ بن عبد الله وأشهدُ أنَّك خاتَمُ‌ النبيين وأشهدُ أنك قد بلَّغتَ‌ رسالاتِ‌ ربكَ‌ ونصحت لأُمتك وجاهدتَ‌ فى سبيلِ‌ ربك وعبدتَه حتى أتاكَ‌ اليقينُ‌ وأدَّيتَ‌ الذى عليك من الحقِّ‌، اللهمَّ‌ صلِّ‌ على محمدٍ عبدِكَ‌ ورسولكَ‌ ونجيبكَ‌ وأمينكَ‌ وصفيِّك

مناسك الحج و بهامشها 315)


وخيرتكَ‌ من خلقِكَ‌ أفضلَ‌ ما صليت على أحدٍ من أنبيائك ورسلك اللهم سلِّم على محمد وآل محمد كما سلمت على نوح فى العالمين وامنُن على محمد وآل محمد كما مننتَ‌ على موسى وهارونَ‌ وبارِكْ‌ على محمدٍ وآل محمد كما باركتَ‌ على إبراهيم وآلِ‌ إبراهيمَ‌ إنَّك حميدٌ مجيد، اللهم صلِّ‌ على محمد وآل محمد وترحَّم على محمد وآل محمد اللّهُمَّ‌ ربَّ‌ البيتِ‌ الحرام وربَّ‌ المسجدِ الحرام وربَّ‌ الرُكنِ‌ والمَقام وربَّ‌ البلدِ الحرام وربَّ‌ الحِلِّ‌ والحرام ورب المَشعَرِ الحرام بلِّغْ‌ روحَ‌ نبيِّك محمدٍ صلَّى اللهُ‌ عليه وآله منى السلام.

وقد وردت أيضا زيارة ثالثة، وهى بعد ما تتوجه إلى القبر الشريف تقول:

أسألُ‌ اللهَ‌ الذى اجتباكَ‌ واختاركَ‌ وهداك وهدى بكَ‌ أن يصلِّى عليكَ‌

ثمَّ‌ تقول:

إنَّ‌ َالله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلِّموا تسليما. ثم تصلى ركعتين صلاة الزيارة.

وهناك زيارات أُخرى مذكورة فى المطولات

2 – زيارةُ‌ الصدِّيقة الطاهرة.

تستحب زيارة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام مؤكداً والأولى أن تزار قريباً من الروضة بما ورد:

يا مُمْتحنة امتحنك اللهُ‌ الذى خلقك قبلَ‌ أن يخلقك فوجدكِ‌ لما امتحنك صابرة وزعمنا أنا لك أولياءُ ومصدقون وصابرون لكل ماأتانا به أبوك

مناسك الحج و بهامشها 316)


وأتانا به وصيُّه فإنا نسألُك إنْ‌ كُنّا صدّقناك إلا ألحقتِنا بتصديقنا لهما (بالبشرىُ‌) لنبشِّرَ أنفسنا بأنَّا قد طهُرنا بولايتك.

وتقول فى الصلاة عليها:

اللهم صلِّ‌ على أمَتِكَ‌ وابنةِ‌ نبيك صلاةً‌ تُزْلفُها فوق زُلفَى عبادِك المُكرمين من أهل السموات وأهلِ‌ الأرضين.

ثم تصلى صلاة الزيارة لها. فى المسجد النبوى.

3 – زيارة البقيع

تستحب زيارة الأئمة فى البقيع وهم: الحسن بن على، وعلى بن الحسين ومحمد بن على، وجعفر بن محمد عليهم السلام، بعدما تغتسل وتجعل القبور الشريفة أمامك وتقول:

السلامُ‌ عليكُم يا خزَّانَ‌ علمِ‌ اللهِ‌ وحفظةَ‌ سرِّه وتراجمةَ‌ وحيهِ‌ أتيتُكم يا بَنِى رسولِ‌ اللهِ‌، عارفاً بحقِكم مستبصراً بشأنِكم معادياً لأعدائكم بأبى أنتم وأمى صلى اللهُ‌ على أرواحكم وأبدانكم اللهم إنى أتولى آخرهم كما توليت أولهم وأبرأُ منْ‌ كل وليجةٍ‌ دونهم آمنت باللهِ‌ وكفرتُ‌ بالجِبتِ‌ والطاغوت واللات والعُزَّى وكل نِدٍ يُدعى من دون ِالله.

ثم تصلى ست ركعات، والأولى أن تصليها فى المسجد النبوى.

الزيارة الجامعة لأئمة البقيع عليهم السلام

السلام على أولياء الله وأصفيائه، السلام على أمناء الله وأحبائه، السلام على أنصار الله وخلفائه، السلام على محال معرفة الله، السلام على

مناسك الحج و بهامشها 317)


مساكن ذكر الله، السلام على مظهرى أمر الله ونهيه، السلام على الدعاة إلى الله، السلام على المستقرين فى مرضاة الله، السلام على الممحصين فى طاعة الله، السلام على الأدلاء على الله، السلام على الذين من والاهم فقد والى الله ومن عاداهم فقد عادى الله، ومن عرفهم فقد عرف الله ومن جهلهم فقد جهل الله، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله، أشهد الله أنى سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم، مؤمن بسركم وعلانيتكم، مفوض فى ذلك كله إليكم، لعن الله عدو آل محمد من الجن والإنس من الأولين والآخرين، وأبرأ إلى الله منهم، وصلى الله على محمد وآله.

وقد وردت زيارات أُخرى مفصلة مذكورة فى كتب المزار.

ثمّ‌ إنه فى البقيع قبور أولاد النبى. جميعهم سوى قبر فاطمة كما تقدم وهم: إبراهيم، وزينب، وأُم كُلثوم، وعبد الله، والقاسم، وكذا فى البقيع قبر فاطمة بنت أسد والدة أمير المؤمنين، والعباس بن عبد المطَّلب وعماته: صفيَّة، وعاتكة، وأما الأصحاب والشهداء فهم كثيرون فى البقيع، مثل: عثمان بن مظعون أخو النبى من الرضاعة، وسعدُ بنُ‌ مَعاذ، وأبو سعيد الخُدْرى، وعقيل بن أبى طالب، وعبد الله بن جعفر الطيَّار زوج زينب بنت أمير المؤمنين، وفيه أيضا فاطمة بنت حُزام والدة العباس بن أمير المؤمنين، وغيرهم من الأصحاب والشهداء.

مناسك الحج و بهامشها 318)


4 – إكثار الصلاة فى المسجد النبوى:

فإنها تعدل ألفَ‌ صلاة خصوصا بين القبر والمنبر الذى هو روضة من رياض الجنة، وفيه بيت فاطمة.

5 – الصوم فى المدينة ثلاثة أيام – الأربعاء والخميس والجمعة – لطلب الحاجة والصلاة عند أسطوانة التوبة (أسطوانة أبى لبابة) ليلة الأربعاء ويومها وليلة الخميس ويومها والدعاء بما ورد

اللهم إنى أسألك بعزتك وقوتك وقدرتك وجميع ما حاط‍‌ به علمُك أن تصلى على محمد وعلى أهل بيته وأن تفعل بى كذا وكذا.

6 – إتيان مقام جبرائيل والدعاء بالمأثور:

أى جواََُُُُُّْْْْد أى كريم أى قريب أى بعيد أسألك أن تصلى على محمدََََُِِِّّ وأهل بيته وأن ترد على نعمتك.

وهناك دعاء آخر من شاء فليراجع كتب المزار.

7 – إتيان مسجد قِبا

الذى بُنى على التقوى وأول مسجد صلى فيه رسول الله، وإتيان مَشْربة أُم إبراهيم أى: غُرفتُها التى كانت

فيه، وهى مسكن رسول الله. ومصلاه.

مناسك الحج و بهامشها 319)


8 – إتيان كل من مسجدى الفضيخ والقبلتين.

9 – زيارة شهداء أحد:

خصوصاً زيارة الحمزة بن عبد المطلب وتقول فى زيارته:

السلامُ‌ عليك ياعمَّ‌ رسول اللهِ‌ وخيرَ الشهداء السلامُ‌ عليك يا أسدَ اللهِ‌ وأسدَ رسوله أشهدُ أنك قد جاهدتَ‌ فى اللهِ‌ حقَّ‌ جِهاده ونصحتَ‌ للهِ‌ ولرسوله وجُدْتَ‌ بنفسك وطلبتَ‌ ما عند الله ورغبت فيماَََ وعدَ الله.

وتصلى ركعتين فى المسجد هناك، وقد ورد دعاء بعد صلاة الزيارة ومن شاء فليراجع كتب المزار. والحمدُ لله أولاً وآخرا

بعض أدعية يوم عرفة

منها: (دعاء الإمام الحسين (ع) يوم عرفة):

روى أن بشرا وبشيرا ولدا غالب الأسدى قالا: لما كان عصر عرفة فى عرفات وكنا عند أبى عبد الله الحسين عليه السلام، خرج عليه السلام من خيمته مع جماعة من أهل بيته وأولاده وشيعته بحال التذلل والخشوع والاستكانة، فوقف فى الجانب الأيسر من الجبل، وتوجه إلى الكعبة، ورفع يديه قبالة وجهه كمسكين يطلب طعاما، وقرأ هذا الدعاء:

الْحَمْدُ للهِ‌ الَّذى لَيْسَ‌ لِقَضآئِهِ‌ دافِعٌ‌، وَلا لِعَطائِهِ‌ مانِعٌ‌، وَلا كَصُنْعِهِ‌ صُنْعُ‌ صانِع، وَهُوَ الْجَوادُ الْواسِعُ‌، فَطَرَ اجْناسَ‌ الْبَدائِعِ‌، واَتْقَنَ‌ بِحِكْمَتِهِ‌

مناسك الحج و بهامشها 320)


الصَّنائِعَ‌، لا تَخْفى عَلَيْهِ‌ الطَّلائِعُ‌، وَلا تَضيعُ‌ عِنْدَهُ‌ الْوَدائِعُ‌، جازى كُلِّ‌ صانِع، وَرائِشُ‌ كُلِّ‌ قانع، وَراحِمُ‌ كُلِّ‌ ضارِع، وَمُنْزِلُ‌ الْمَنافِعِ‌ وَالْكِتابِ‌ الْجامِعِ‌، بِالنُّورِ السّاطِعِ‌، وَهُوَ لِلدَّعَواتِ‌ سامِعٌ‌، وَلِلْكُرُباتِ‌ دافِعٌ‌، وَلِلدَّرَجاتِ‌ رافِعٌ‌، وَلِلْجَبابِرَةِ‌ قامِعٌ‌، فَلا الهَ‌ غَيْرُهُ‌، وَلا شَىءَ يَعْدِلُهُ‌، وَلَيْسَ‌ كَمِثْلِهِ‌ شَىءٌ، وَهُوَ السَّميعُ‌ الْبَصيرُ، اللَّطيفُ‌ الْخَبيرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ‌ شَىء قَديرٌ، اللّهُمَّ‌ انّى ارْغَبُ‌ إِلَيْكَ‌، وَاَشْهَدُ بِالرُّبُوبِيَّةِ‌ لَكَ‌، مُقِرّاً بِاَنَّكَ‌ رَبّى، الَيْكَ‌ مَرَدّى، ابْتَدَأتَنى بِنِعْمَتِكَ‌ قَبْلَ‌ انْ‌ اكُونَ‌ شَيْئاًمَذكوراً، وَخَلَقْتَنى مِنَ‌ التُّرابِ‌، ثُمَّ‌ اسْكَنْتَنِى الاَْصْلابَ‌، آمِناً لِرَيْبِ‌ الْمَنُونِ‌، وَاخْتِلافِ‌ الدُّهُورِ والسِّنينَ‌، فَلَمْ‌ ازَلْ‌ ظاعِناً مِنْ‌ صُلْب الى رَحِم، فى تَقادُم مِنَ‌ الاَْيّامِ‌ الْماضِيَةِ‌، وَالْقُرُونِ‌ الْخالِيَةِ‌، لَمْ‌ تُخْرِجْنى لِرَأفَتِكَ‌ بى، وَلُطْفِكَ‌ لى، وَاِحْسانِكَ‌ الَىَّ‌، فى دَوْلَةِ‌ ائِمَّةِ‌ الْكُفْرِ الَّذينَ‌ نَقَضُوا عَهْدَكَ‌، وَكَذَّبُوا رُسُلَكَ‌، لكِنَّكَ‌ اخْرَجْتَنى للَّذى سَبَقَ‌ لى مِنَ‌ الْهُدى، الَّذى لَهُ‌ يَسَّرْتَنى، وَفيهِ‌ انْشَأْتَنى، وَمِنْ‌ قَبْلِ‌ رَؤُفْتَ‌ بى بِجَميلِ‌ صُنْعِكَ‌، وَسَوابِغِ‌ نِعَمِكَ‌، فابْتَدَعْتَ‌ خَلْقى مِنْ‌ مَنِىّ‌ يُمْنى، وَاَسْكَنْتَنى فى ظُلُمات ثَلاث، بَيْنَ‌ لَحْم وَدَم وَجِلْد، لَمْ‌ تُشْهِدْنى خَلْقى، وَلَمْ‌ تَجْعَلْ‌ الَىَّ‌ شَيْئاً مِنْ‌ امْرى، ثُمَّ‌ اخْرَجْتَنى لِلَّذى سَبَقَ‌ لى مِنَ‌ الْهُدى الَى الدُّنْيا تآمّاً سَوِيّاً، وَحَفِظْتَنى فِى الْمَهْدِ طِفْلاً صَبِيّاً، وَرَزَقْتَنى مِنَ‌ الْغِذآءِ لَبَناً مَرِيّاً، وَعَطَفْتَ‌ عَلَىَّ‌ قُلُوبَ‌ الْحَواضِنِ‌، وَكَفَّلْتَنِى الاُْمَّهاتِ‌ الرَّواحِمَ‌، وَكَلاْتَنى مِنْ‌ طَوارِقِ‌ الْجآنِّ‌، وَسَلَّمْتَنى مِنَ‌ الزِّيادَةِ‌ وَالنُّقْصانِ‌، فَتَعالَيْتَ‌ يا رَحيمُ‌ يا رَحْمنُ‌، حتّى اذَا اسْتَهْلَلْتُ‌ ناطِقاً بِالْكَلامِ‌، اتْمَمْتَ‌ عَلَىَّ‌ سَوابِغَ‌ الانْعامِ‌، وَرَبَّيْتَنى آيِداً فى كُلِّ‌ عام، حَتّى إذَا اكْتَمَلَتْ‌ فِطْرَتى، وَاعْتَدَلَتْ‌ مِرَّتى، اوْجَبْتَ‌ عَلَىَّ‌

مناسك الحج و بهامشها 321)


حُجَتَّكَ‌، بِاَنْ‌ الْهَمْتَنى مَعْرِفَتَكَ‌، وَرَوَّعْتَنى بِعَجايِبِ‌ حِكْمَتِكَ‌، وَاَيْقَظْتَنى لِما ذَرَأتَ‌ فى سَمآئِكَ‌ وَاَرْضِكَ‌ مِنْ‌ بَدائِعِ‌ خَلْقِكَ‌، وَنَبَّهْتَنى لِشُكْرِكَ‌، وَذِكْرِكَ‌، وَاَوجَبْتَ‌ عَلَىَّ‌ طاعَتَكَ‌ وَعِبادَتَكَ‌، وَفَهَّمْتَنى ما جاءَتْ‌ بِهِ‌ رُسُلُكَ‌، وَيَسَّرْتَ‌ لى تَقَبُّلَ‌ مَرْضاتِكَ‌، وَمَنَنْتَ‌ عَلَىَّ‌ فى جَميعِ‌ ذلِكَ‌ بِعَونِكَ‌ وَلُطْفِكَ‌، ثُمَّ‌ اذْ خَلَقْتَنى مِنْ‌ خَيْرِ الثَّرى، لَمْ‌ تَرْضَ‌ لى يا الهى نِعْمَةً‌ دُونَ‌ اخرى، وَرَزَقْتَنى مِنْ‌ انواعِ‌ الْمَعاشِ‌، وَصُنُوفِ‌ الرِّياشِ‌ بِمَنِّكَ‌ الْعَظيمِ‌ الاَْعْظَمِ‌ عَلَىَّ‌، وَاِحْسانِكَ‌ الْقَديمِ‌ الَىَّ‌، حَتّى اذا اتْمَمْتَ‌ عَلَىَّ‌ جَميعَ‌ النِّعَمِ‌، وَصَرَفْتَ‌ عَنّى كُلَّ‌ النِّقَمِ‌، لَمْ‌ يَمْنَعْكَ‌ جَهْلى وَجُرْأَتى عَلَيْكَ‌ انْ‌ دَلَلْتَنى الى ما يُقَرِّبُنى الَيْكَ‌، وَوفَّقْتَنى لِما يُزْلِفُنى لَدَيْكَ‌، فَاِنْ‌ دَعْوَتُكَ‌ اجَبْتَنى، وَاِنْ‌ سَأَلْتُكَ‌ اعْطَيْتَنى، وَاِنْ‌ اطَعْتُكَ‌ شَكَرْتَنى، وَاِنْ‌ شَكَرْتُكَ‌ زِدْتَنى، كُلُّ‌ ذلِكَ‌ اكْمالٌ‌ لاَِنْعُمِكَ‌ عَلَىَّ‌، وَاِحْسانِكَ‌ الَىَّ‌، فَسُبْحانَكَ‌ سُبْحانَكَ‌، مِنْ‌ مُبْدِئ مُعيد، حَميد مجيد، تَقَدَّسَتْ‌ اسْمآؤُكَ‌، وَعَظُمَتْ‌ آلاؤُكَ‌، فَأَىُّ‌ نِعَمِكَ‌ يا الهى احْصى عَدَداً وَذِكْراً، أَمْ‌ اىُّ‌ عَطاياكَ‌ أَقُومُ‌ بِها شُكْراً، وَهِىَ‌ يا رَبِّ‌ اكْثرُ مِنْ‌ انْ‌ يُحْصِيَهَا الْعآدّوُنَ‌، أَوْ يَبْلُغَ‌ عِلْماً بِهَا الْحافِظُونَ‌، ثُمَّ‌ ما صَرَفْتَ‌ وَدَرَأْتَ‌ عَنّى اللّهُمَّ‌ مِنَ‌ الضُرِّ وَالضَّرّآءِ، أَكْثَرَ مِمّا ظَهَرَ لى مِنَ‌ الْعافِيَةِ‌ وَالسَّرّآءِ، وَاَنَا اشْهَدُ يا الهى بِحَقيقَةِ‌ ايمانى، وَعَقْدِ عَزَماتِ‌ يَقينى، وَخالِصِ‌ صَريحِ‌ تَوْحيدى، وَباطِنِ‌ مَكْنُونِ‌ ضَميرى، وَعَلائِقِ‌ مَجارى نُورِ بَصَرى، وَاَساريرِ صَفْحَةِ‌ جَبينى، وَخُرْقِ‌ مَسارِبِ‌ نَفْسى، وَخَذاريفِ‌ مارِنِ‌ عِرْنَينى، وَمَسارِبِ‌ سِماخِ‌ سَمْعى، وَما ضُمَّتْ‌ وَاَطبَقَتْ‌ عَلَيْهِ‌ شَفَتاىَ‌، وَحرِكاتِ‌ لَفظِ‍‌ لِسانى، وَمَغْرَزِ حَنَكِ‌ فَمى وَفَكّى، وَمَنابِتِ‌ اضْراسى، وَمَساغِ‌ مَطْعَمى وَمَشْرَبى، وَحِمالَةِ‌ امِّ‌ رَأْسى، وَبُلُوغِ‌ فارِغِ‌ حبائِلِ‌ عُنُقى، وَمَا اشْتَمَلَ‌ عَليْهِ‌

مناسك الحج و بهامشها 322)


تامُورُ صَدرى، وَحمائِلِ‌ حَبْلِ‌ وَتينى، وَنِياطِ‍‌ حِجابِ‌ قَلْبى، وَأَفْلاذِ حَواشى كَبِدى، وَما حَوَتْهُ‌ شَراسيفُ‌ اضْلاعى، وَحِقاقُ‌ مَفاصِلى، وَقَبضُ‌ عَوامِلى، وَاَطرافُ‌ انامِلى وَلَحْمى وَدَمى، وَشَعْرى وَبَشَرى، وَعَصَبى وَقَصَبى، وَعِظامى وَمُخّى وَعُرُوقى، وَجَميعُ‌ جَوارِحى، وَمَا انْتَسَجَ‌ عَلى ذلِكَ‌ ايّامَ‌ رَِضاعى، وَما اقلَّتِ‌ الاَْرْضُ‌ مِنّى، وَنَوْمى وَيقَظَتى وَسُكُونى وَحرَكاتِ‌ رُكُوعى وَسُجُودى، انْ‌ لَوْ حاوَلْتُ‌ وَاجْتَهَدْتُ‌ مَدَى الاَْعصارِ وَالاَْحْقابِ‌ لَوْ عُمِّرْتُها انْ‌ أُؤَدِّىَ‌ شُكْرَ واحِدَة مِنْ‌ أَنْعُمِكَ‌ مَا اسْتَطَعْتُ‌ ذلِكَ‌ الاّ بِمَنِّكَ‌ الْمُوجَبِ‌ عَلَىَّ‌ بِهِ‌ شُكْرَكَ‌ ابَداً جَديداً، وَثَنآءً طارِفاً عَتيداً، اجَلْ‌ وَلوْ حَرَصْتُ‌ انَا وَالْعآدُّونَ‌ مِنْ‌ انامِكَ‌، أَنْ‌ نُحْصِىَ‌ مَدى انْعامِكَ‌، سالِفِهِ‌ وَآنِفِهِ‌ ما حَصَرْناهُ‌ عَدَداً، وَلا احْصَيناهُ‌ امَداً، هَيْهاتَ‌ أنّى ذلِكَ‌ وَاَنْتَ‌ الُْمخْبِرُ فى كِتابِكَ‌ النّاطِقِ‌، وَالنَّبَأِ الصّادِقِ‌، وَاِنْ‌ تَعُدُّوا نِعْمَةَ‌ اللهِ‌ لا تُحْصُوها، صَدَقَ‌ كِتابُكَ‌ اللّهُمَّ‌ وَاِنْبآؤُكَ‌، وَبَلَّغَتْ‌ انْبِيآؤُكَ‌ وَرُسُلُكَ‌، ما انْزَلْتَ‌ عَلَيْهِمْ‌ مِنْ‌ وَحْيِكَ‌، وَشَرَعْتَ‌ لَهُمْ‌ وَبِهِمْ‌ مِنْ‌ دينِكَ‌، غَيْرَ أَنّى يا الهى اشْهَدُ بِجَُهْدى وَجِدّى، وَمَبْلَغِ‌ طاعَتى وَوُسْعى، وَأَقُولُ‌ مُؤْمِناً مُوقِناً، الْحَمْدُ للهِ‌ الَّذى لَمْ‌ يَتَّخِذْ وَلَداً فَيَكُونُ‌َ مَوْرُوثاً، وَلَمْ‌ يَكُنْ‌ لَهُ‌ شَريكٌ‌ فى مُلْكِهِ‌ فَيُضآدَُّهُ‌ فيَما ابْتَدَعَ‌، وَلا وَلِىٌّ‌ مِنَ‌ الذُّلِّ‌ فَيُرْفِدَهُ‌ فيما صَنَعَ‌، فَسُبْحانَهُ‌ سُبْحانَهُ‌، لَوْ كٰانَ‌ فِيهِمٰا آلِهَةٌ‌ إِلاَّ اللّٰهُ‌ لَفَسَدَتٰا وَتَفَطَّرَتا، سُبْحانَ‌ اللهِ‌ الْواحِدِ الاَْحَدِ الصَّمَدِ الَّذى لَمْ‌ يَلِدْ وَ لَمْ‌ يُولَدْ، وَ لَمْ‌ يَكُنْ‌ لَهُ‌ كُفُواً أَحَدٌ، الْحَمْدُ للهِ‌ حَمْداً يُعادِلُ‌ حَمْدَ مَلائِكَتِهِ‌ الْمُقَرَّبينَ‌، وَاَنْبِيآئِهِ‌ الْمُرْسَلينَ‌، وَصَلَّى اللهُ‌ عَلى خِيَرَتِهِ‌ مُحَمَّد خاتَمِ‌ النَّبِيّينَ‌، وَآلِهِ‌ الطَّيِبينَ‌ الطّاهِرينَ‌ الُْمخلَصينَ‌ وَسَلَّمَ‌.

ثمّ‌ اندفع فى المسألة واجتهد فى الدّعاء، وقال وعيناه سالتا دموعاً:

مناسك الحج و بهامشها 323)


اللّهُمَّ‌ اجْعَلْنى اخْشاكَ‌ كَاُنّى اراكَ‌، وَاَسْعِدْنى بِتَقوايكَ‌، وَلا تُشْقِنى بِمَعْصِيَتِكَ‌، وَخِرْلى فى قَضآئِكَ‌، وَبارِكْ‌ لى فى قَدَرِكَ‌، حَتّى لا أُحِبَّ‌ تَعْجيلَ‌ ما اخَّرْتَ‌ وَلا تَأخيرَ ما عَجَّلْتَ‌، اللّهُمَّ‌ اجْعَلْ‌ غِناىَ‌ فى نَفْسى، وَالْيَقينَ‌ فى قَلْبى، وَالاِْخْلاصَ‌ فى عَمَلى، وَالنُّورَ فى بَصَرى، وَالْبَصيرَةَ‌ فى دينى، وَمَتِّعْنى بِجَوارِحى، وَاجْعَلْ‌ سَمْعى وَبَصَرىَ‌ الْوارِثَيْنِ‌ مِنّى، وَانْصُرْنى عَلى مَنْ‌ ظَلَمَنى، وَاَرِنى فيهِ‌ ثَاْرى وَمَآرِبى، وَاَقِرَّ بِذلِكَ‌ عَيْنى، اللَّهُمَّ‌ اكْشِفْ‌ كُرْبَتى، وَاسْتُرْ عَوْرَتى، وَاغْفِرْ لى خَطيئَتى، وَاخْسَأْ شَيْطانى، وَفُكَّ‌ رِهانى، وَاْجَعْلْ‌ لى يا الهى الدَّرَجَةَ‌ الْعُلْيا فِى الاْخِرَةِ‌ وَالاُْوْلى، اللّهُمَّ‌ لَكَ‌ الْحَمْدُ كَما خَلَقْتَنى فَجَعَلْتَنى سَميعاً بَصيراً، وَلَكَ‌ الْحَمْدُ كَما خَلَقْتَنى فَجَعَلْتَنى خَلْقاً سَوِيّاً رَحْمَةً‌ بى، وَقَدْ كُنْتَ‌ عَنْ‌ خَلْقى غَنِيّاً، رَبِّ‌ بِما بَرَأْتَنْى فَعَدَّلْتَ‌ فِطْرَتى، رَبِّ‌ بِما انَشَأْتَنى فَاَحْسَنْتَ‌ صُورَتى، رَبِّ‌ بِما احْسَنْتَ‌ الَىَّ‌ وَفى نَفْسى عافَيْتَنى، رَبِّ‌ بِما كَلاَتَنى وَوَفَّقْتَنى، رَبِّ‌ بِما انَعْمَتَ‌ عَلَىَّ‌ فَهَدَيْتَنى، رَبِّ‌ بِما اوْلَيْتَنى وَمِنْ‌ كُلِّ‌ خَيْر اعْطَيْتَنى، رَبِّ‌ بِما اطْعَمْتَنى وَسَقَيْتَنى، رَبِّ‌ بِما اغْنَيْتَنى وَاَقْنَيْتَنى، رَبِّ‌ بِما اعَنْتَنى وَاَعْزَزْتَنى، رَبِّ‌ بِما الْبَسْتَنى مِنْ‌ سِتْرِكَ‌ الصّافى، وَيَسَّرْتَ‌ لى مِنْ‌ صُنْعِكَ‌ الْكافى، صَلِّ‌ عَلى مُحَمَّد وَآلِ‌ مُحَمَّد، وَاَعِنّى عَلى بَوائِقِ‌ الدُّهُورِ، وَصُرُوفِ‌ اللَّيالى وَالاَْيّامِ‌، وَنَجِّنى مِنْ‌ اهْوالِ‌ الدُّنْيا وَكُرُباتِ‌ الاْخِرَةِ‌، وَاكْفِنى شَرَّ ما يَعْمَلُ‌ الظّالِمُونَ‌ فِى الاَْرْضِ‌، اللّهُمَّ‌ ما اخافُ‌ فَاكْفِنى، وَما احْذَرُ فَقِنى، وَفى نَفْسى وَدينى فَاحْرُسْنى، وَفى سَفَرى فَاحْفَظْنى، وَفى اهْلى وَمالى فَاخْلُفْنى، وَفى ما رَزَقْتَنى فَبارِكْ‌ لى، وَفى نَفْسى فَذلِّلْنى، وَفى اعْيُنِ‌ النّاسِ‌ فَعَظِّمْنى، وَمِنْ‌ شَرِّ الْجِنِّ‌ وَالاِْنْسِ‌ فَسَلِّمْنى، وَبِذُنُوبى فَلا

مناسك الحج و بهامشها 324)


تَفْضَحْنى وَبِسَريرَتى فَلا تُخْزِنى، وَبِعَمَلى فَلا تَبْتَِلْنى، وَنِعَمَكَ‌ فَلا تَسْلُبْنى، وَاِلى غَيْرِكَ‌ فَلا تَكِلْنى، الهى الى مَنْ‌ تَكِلُنى الى قَريب فَيَقطَعُنى، امْ‌ الى بَعيد فَيَتَجَهَّمُنى، امْ‌ الَى الْمُسْتَضْعَفينَ‌ لى، وَاَنْتَ‌ رَبّى وَمَليكُ‌ امْرى، اشْكُو الَيْكَ‌ غُرْبَتى وَبُعْدَ دارى، وَهَوانى عَلى مَنْ‌ مَلَّكْتَهُ‌ امْرى، الهى فَلا تُحْلِلْ‌ عَلَىَّ‌ غَضَبَكَ‌، فَاِنْ‌ لَمْ‌ تَكُنْ‌ غَضِبْتَ‌ عَلَىَّ‌ فَلا ابالى سُبْحانَكَ‌ غَيْرَ انَّ‌ عافِيَتَكَ‌ اوْسَعُ‌ لى، فَأَسْأَلُكَ‌ يا رَبِّ‌ بِنُورِ وَجْهِكَ‌ الَّذى اشْرَقَتْ‌ لَهُ‌ الاَْرْضُ‌ وَالسَّماواتُ‌، وَكُشِفَتْ‌ بِهِ‌ الظُّلُماتُ‌، وَصَلُحَ‌ بِهِ‌ امْرُ الاَْوَّلينَ‌ وَالاْخِرِينَ‌، انْ‌ لا تُميتَنى عَلى غَضَبِكَ‌، وَلا تُنْزِلْ‌ بى سَخَطَكَ‌، لَكَ‌ الْعُتْبى لَكَ‌ الْعُتْبى حَتّى تَرْضى قَبْلَ‌ ذلِك، لا الهَ‌ الاّ انْتَ‌، رَبَّ‌ الْبَلَدِ الْحَرامِ‌ وَالْمَشْعَرِ الْحَرامِ‌، وَالْبَيْتِ‌ الْعَتيقِ‌ الَّذى احْلَلْتَهُ‌ الْبَرَكَةَ‌، وَجَعَلْتَهُ‌ لِلنّاسِ‌ امْنَاً، يا مَنْ‌ عَفا عَنْ‌ عَظيمِ‌ الذُّنُوبِ‌ بِحِلْمِهِ‌، يا مَنْ‌ اسْبَغَ‌ النَّعْمآءَ بِفَضْلِهِ‌، يا مَنْ‌ اعْطَى الْجَزيلَ‌ بِكَرَمِهِ‌، يا عُدَّتى فى شِدَّتى، يا صاحِبى فى وَحْدَتى، يا غِياثى فى كُرْبَتى، يا وَلِيّى فى نِعْمَتى، يا الهى وَاِلهَ‌ آبائى ابْراهيمَ‌ وَاِسْماعيلَ‌ وَاِسْحاقَ‌ وَيَعْقُوبَ‌، وَرَبَّ‌ جَبْرَئيلَ‌ وَميكائيلَ‌ وَاِسْرافيلَ‌، وَربَّ‌ مُحَمَّد خاتَمِ‌ النَّبِيّيينَ‌ وَآلِهِ‌ الْمُنْتَجَبينَ‌، مُنْزِلَ‌ التَّوراةِ‌ وَالاِْنْجيلَ‌، وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقانِ‌، وَمُنَزِّلَ‌ كهيعص، وَطه وَيس، وَالْقُرآنِ‌ الْحَكيمِ‌، انْتَ‌ كَهْفى حينَ‌ تُعيينِى الْمَذاهِبُ‌ فى سَعَتِها، وَتَضيقُ‌ بِىَ‌ الاَْرْضُ‌ بِرُحْبِها، وَلَوْلا رَحْمَتُكَ‌ لَكُنْتُ‌ مِنَ‌ الْهالِكينَ‌، وَاَنْتَ‌ مُقيلُ‌ عَثْرَتى، وَلَوْلا سَتْرُكَ‌ ايّاىَ‌ لَكُنْتُ‌ مِنَ‌ الْمَفْضُوحِينَ‌، وَاَنْتَ‌ مُؤَيِّدى بِالنَّصْرِ عَلى اعْدآئى، وَلَوْلا نَصْرُكَ‌ ايّاىَ‌ لَكُنْتُ‌ مِنَ‌ الْمَغْلُوبينَ‌، يا مَنْ‌ خَصَّ‌ نَفْسَهُ‌ بِالْسُّمُوِّ وَالرِّفْعَةِ‌، فَاَوْلِيآؤهُ‌ بِعِزِّهِ‌ يَعْتَزُّونَ‌، يا مَنْ‌ جَعَلَتْ‌ لَهُ‌ الْمُلُوكُ‌ نَيرَ الْمَذَلَّةِ‌ عَلى اعْناقِهِمْ‌، فَهُمْ‌ مِنْ‌

مناسك الحج و بهامشها 325)


سَطَواتِهِ‌ خائِفُونَ‌، يَعْلَمُ‌ خائِنَةَ‌ الاَْعْيُنِ‌ وَما تُخْفِى الصُّدُورُ، وَغَيْبَ‌ ما تَأتِى بِهِ‌ الاَْزْمِنَةُ‌ وَالدُّهُورُ، يا مَنْ‌ لا يَعْلَمُ‌ كَيْفَ‌ هُوَ الاّ هُوَ، يا مَنْ‌ لا يَعْلَمُ‌ ما هُوَ الاّ هُوَ، يا مَنْ‌ لا يَعْلَم يَعْلَمُهُ‌، الاّ هُوَ يا مَنْ‌ كَبَسَ‌ الاَْرْضَ‌ عَلَى الْمآءِ، وَسَدَّ الْهَوآءَ بِالسَّمآءِ، يا مَنْ‌ لَهُ‌ اكْرَمُ‌ الاَْسْمآءِ، يا ذَا الْمَعْرُوفِ‌ الَّذى لا يَنْقَطِعُ‌ ابَداً، يا مُقَيِّضَ‌ الرَّكْبِ‌ لِيُوسُفَ‌ فِى الْبَلَدِ الْقَفْرِ، وَمُخْرِجَهُ‌ مِنَ‌ الْجُبِّ‌ وَجاعِلَهُ‌ بَعْدَ الْعُبودِيَّةِ‌ مَلِكاً، يا رآدَّهُ‌ عَلى يَعْقُوبَ‌ بَعْدَ انِ‌ ابْيَضَّتْ‌ عَيْناهُ‌ مِنَ‌ الْحُزْنِ‌ فَهُوَ كَظيمٌ‌، يا كاشِفَ‌ الضُّرِّ وَالْبَلْوى عَنْ‌ ايُّوبَ‌، وَمُمْسِكَ‌ يَدَىْ‌ ابْرهيمَ‌ عَنْ‌ ذَبْحِ‌ ابْنِهِ‌ بَعْدَ كِبَرِ سِنِّهِ‌، وَفَنآءِ عُمُرِهِ‌، يا مَنِ‌ اسْتَجابَ‌ لِزَكَرِيّا فَوَهَبَ‌ لَهُ‌ يَحْيى، وَلَمْ‌ يَدَعْهُ‌ فَرْداً وَحيداً، يا مَنْ‌ اخْرَجَ‌ يُونُسَ‌ مِنْ‌ بَطْنِ‌ الْحُوتِ‌، يا مَنْ‌ فَلَقَ‌ الْبَحْرَ لِبَنى اسْرآئيلَ‌ فَاَنْجاهُمْ‌، وَجَعَلَ‌ فِرْعَوْنَ‌ وَجُنُودَهُ‌ مِنَ‌ الْمُغْرَقينَ‌، يا مَنْ‌ ارْسَلَ‌ الرِّياحَ‌ مُبَشِّرات بَيْنَ‌ يَدَىْ‌ رَحْمَتِهِ‌، يا مَنْ‌ لَمْ‌ يَعْجَلْ‌ عَلى مَنْ‌ عَصاهُ‌ مِنْ‌ خَلْقِهِ‌، يا مَنِ‌ اسْتَنْقَذَ السَّحَرَةَ‌ مِنْ‌ بَعْدِ طُولِ‌ الْجُحُودِ، وَقَدْ غَدَوْا فى نِعْمَتِهِ‌ يَأكُلُونَ‌ رِزْقَهُ‌، وَيَعْبُدُونَ‌ غَيْرَهُ‌، وَقَدْ حادُّوهُ‌ وَنادُّوهُ‌ وَكَذَّبُوا رُسُلَهُ‌، يا اللهُ‌ يا اللهُ‌، يا بَدىُ‌ يا بَديعُ‌، لا نِدَّلَكَ‌، يا دآئِماً لا نَفَادَ لَكَ‌، يا حَيّاً حينَ‌ لا حَىَّ‌، يا مُحْيِىَ‌ الْمَوْتى، يا مَنْ‌ هُوَ قآئِمٌ‌ عَلى كُلِّ‌ نَفْس بِما كَسَبَتْ‌، يا مَنْ‌ قَلَّ‌ لَهُ‌ شُكْرى فَلَمْ‌ يَحْرِمْنى، وَعَظُمَتْ‌ خَطيئَتى فَلَمْ‌ يَفْضَحْنى، وَرَآنى عَلَى الْمَعاصى فَلَمْ‌ يَشْهَرْنى، يا مَنْ‌ حَفِظَنى فى صِغَرى، يا مَنْ‌ رَزَقَنى فى كِبَرى، يا مَنْ‌ اياديهِ‌ عِنْدى لا تُحْصى، وَنِعَمُهُ‌ لا تُجازى، يا مَنْ‌ عارَضَنى بِالْخَيْرِ والاِْحْسانِ‌، وَعارَضْتُهُ‌ بِالاِْساءَةِ‌ وَالْعِصْيانِ‌، يا مَنْ‌ هَدانى لِلاْيمانِ‌ مِنْ‌ قَبْلِ‌ انْ‌ اعْرِفَ‌ شُكْرَ الاِْمْتِنانِ‌، يا مَنْ‌ دَعَوْتُهُ‌ مَريضاً فَشَفانى، وَعُرْياناً فَكَسانى، وَجائِعاً فَاَشْبَعَنى، وَعَطْشاناً

مناسك الحج و بهامشها 326)


فَاَرْوانى، وَذَليلاً فَاَعَزَّنى، وَجاهِلاً فَعَرَّفَنى، وَوَحيداً فَكَثَّرَنى، وَغائِباً فَرَدَّنى، وَمُقِلاًّ فَاَغْنانى، وَمُنْتَصِراً فَنَصَرَنى، وَغَنِيّاً فَلَمْ‌ يَسْلُبْنى، وَاَمْسَكْتُ‌ عَنْ‌ جَميعِ‌ ذلِكَ‌ فَابْتَدَاَنى، فَلَكَ‌ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ، يا مَنْ‌ اقالَ‌ عَثْرَتى، وَنَفَّسَ‌ كُرْبَتى، وَاَجابَ‌ دَعْوَتى، وَسَتَرَ عَوْرَتى، وَغَفَرَ ذُنُوبى، وَبَلَّغَنى طَلِبَتى، وَنَصَرَنى عَلى عَدُوّى، وَاِنْ‌ اعُدَّ نِعَمَكَ‌ وَمِنَنَكَ‌ وَكَرائِمَ‌ مِنَحِكَ‌ لا احْصيها، يا مَوْلاىَ‌ انْتَ‌ الَّذى مَنْنْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى انْعَمْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى احْسَنْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى اجْمَلْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى افْضَلْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى اكْمَلْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى رَزَقْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى وَفَّقْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى اعْطَيْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى اغْنَيْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى اقْنَيْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى آوَيْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى كَفَيْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى هَدَيْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى عَصَمْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى سَتَرْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى غَفَرْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى اقَلْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى مَكَّنْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى اعْزَزْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى اعَنْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى عَضَدْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى ايَّدْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى نَصَرْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى شَفَيْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى عافَيْتَ‌، انْتَ‌ الَّذى اكْرَمْتَ‌، تَبارَكْتَ‌ وَتَعالَيْتَ‌، فَلَكَ‌ الْحَمْدُ دآئِماً، وَلَكَ‌ الشُّكْرُ واصِباً ابَداً، ثُمَّ‌ انَا يا الهَى الْمُعَتَرِفُ‌ بِذُنُوبى فَاغْفِرْها لى، انَا الَّذى اسَأتُ‌، انَا الَّذى اخْطَأتُ‌، انَا الَّذى هَمَمْتُ‌، انَا الَّذى جَهِلْتُ‌، انَا الَّذى غَفِلْتُ‌، انَا الَّذى سَهَوْتُ‌، انَا الَّذِى اعْتَمَدْتُ‌، انَا الَّذى تَعَمَّدْتُ‌، انَا الَّذى وَعَدْتُ‌، وَاَنَا الَّذى اخْلَفْتُ‌، انَا الَّذى نَكَثْتُ‌، انَا الَّذى اقْرَرْتُ‌، انَا الَّذِى اعْتَرَفْتُ‌ بِنِعْمَتِكَ‌ عَلَىَّ‌ وَعِنْدى، وَاَبُوءُ بِذُنُوبى فَاغْفِرْها لى، يا مَنْ‌ لا تَضُرُّهُ‌ ذُنُوبُ‌ عِبادِهِ‌، وهُوَ الَغَنِىُّ‌ عَنْ‌ طاعَتِهِمْ‌، وَالْمُوَفِّقُ‌ مَنْ‌ عَمِلَ‌ صالِحاً مِنْهُمْ‌ بِمَعُونَتِهِ‌ وَرَحْمَتِه، فَلَكَ‌ الْحَمْدُ الهى وَسيِّدى، الهى امَرْتَنى فَعَصَيْتُكَ‌، وَنَهَيْتَنى فَارْتَكَبْتُ‌ نَهْيَكَ‌،

مناسك الحج و بهامشها 327)


فَاَصْبَحْتُ‌ لا ذا بَرآءَة لى فَاَعْتَذِرُ، وَلاذا قُوَّة فَاَنْتَصِرَُ، فَبِأَىِّ‌ شَىء اسْتَقْبِلُكَ‌ يا مَوْلاىَ‌، ابِسَمْعى امْ‌ بِبَصَرى، َاْم بِلِسانى، امْ‌ بِيَدى امْ‌ بِرِجْلى، الَيْسَ‌ كُلُّها نِعَمَكَ‌ عِندى، وَبِكُلِّها عَصَيْتُكَ‌ يا مَوْلاىَ‌، فَلَكَ‌ الْحُجَّةُ‌ وَالسَّبيلُ‌ عَلىَّ‌، يا مَنْ‌ سَتَرَنى مِنَ‌ الاْباءِ وَالاُْمَّهاتِ‌ انْ‌ يَزجُرُونى، وَمِنَ‌ الْعَشائِرِ وَالاِْخْوانِ‌ انْ‌ يُعَيِّرُونى، وَمِنَ‌ السَّلاطينِ‌ انْ‌ يُعاقِبُونى، وَلَوِ اطَّلَعُوا يا مَوْلاىَ‌ عَلى مَا اطَّلَعْتَ‌ عَلَيْهِ‌ مِنّى اذاً ما انْظَرُونى، وَلَرَفَضُونى وَقَطَعُونى، فَها انَا ذا يا الهى بَيْنَ‌ يَدَيْكَ‌ يا سَيِّدى خاضِعٌ‌ ذَليلٌ‌، حَصيرٌ حَقيرٌ، لا ذُو بَرآءَة فَاَعْتَذِرَ، وَلا ذُو قُوَّة فَاَنْتَصِرَُ، وَلا حُجَّة فَاَحْتَجُّ‌، بِها، وَلا قائِلٌ‌ لَمْ‌ اجْتَرِحْ‌، وَلَمْ‌ اعْمَلْ‌ سُواً، وَما عَسَى الْجُحُودُ وَلَوْ جَحَدْتُ‌ يا مَوْلاىَ‌ يَنْفَعُنى، كَيْفَ‌ وَاَنّى ذلِكَ‌ وَجَوارِحى كُلُّها شاهِدَةٌ‌ عَلَىَّ‌ بِما قَدْ عَمِلْتُ‌، وَعَلِمْتُ‌ يَقيناً غَيْرَ ذى شَكٍّ‌ انَّكَ‌ سآئِلى مِنْ‌ عَظائِمِ‌ الاُْمُورِ، وَاَنَّكَ‌ الْحَكَمُ‌ الْعَدْلُ‌ الَّذى لا تَجُورُ، وَعَدْلُكَ‌ مُهْلِكى، وَمِنْ‌ كُلِّ‌ عَدْلِكَ‌ مَهْرَبى، فَاِنْ‌ تُعَذِّبْنى يا الهى فَبِذُنُوبى بَعْدَ حُجَّتِكَ‌ عَلَىَّ‌، وَاِنْ‌ تَعْفُ‌ عَنّى فَبِحِلْمِكَ‌ وَجُودِكَ‌ وَكَرَمِكَ‌، لا الهَ‌ الاّ انْتَ‌ سُبْحانَكَ‌ انّى كُنْتُ‌ مِنَ‌ الظّالِمينَ‌، لا الهَ‌ الاّ انْتَ‌ سُبْحانَكَ‌ انّى كُنْتُ‌ مِنَ‌ الْمُسْتَغْفِرينَ‌، لا الهَ‌ الاّ انْتَ‌ سُبْحانَكَ‌ انّى كُنْتُ‌ مِنَ‌ الْمُوَحِّدينَ‌، لا الهَ‌ الاّ انْتَ‌ سُبْحانَكَ‌ انّى كُنْتُ‌ مِنَ‌ الْخائِفينَ‌، لا الهَ‌ الاّ انْتَ‌ سُبْحانَكَ‌ انّى كُنْتُ‌ مِنَ‌ الْوَجِلينَ‌، لا الهَ‌ الاّ انْتَ‌ سُبْحانَكَ‌ انّى كُنْتُ‌ مِنَ‌ الَّراجينَ‌، لا الهَ‌ الاّ انْتَ‌ سُبْحانَكَ‌ انّى كُنْتُ‌ مِنَ‌ الرّاغِبينَ‌، لا الهَ‌ الاّ انْتَ‌ سُبْحانَكَ‌ انّى كُنْتُ‌ مِنَ‌ الْمُهَلِّلينَ‌، لا الهَ‌ الاّ انْتَ‌ سُبْحانَكَ‌ انّى كُنْتُ‌ مِنَ‌ السّائِلينَ‌، لا الهَ‌ الاّ انْتَ‌ سُبْحانَكَ‌ انّى كُنْتُ‌ مِنَ‌ الْمُسَبِّحينَ‌، لا الهَ‌ الاّ انْتَ‌ سُبْحانَكَ‌ انّى كُنْتُ‌ مِنَ‌ الْمُكَبِّرينَ‌، لا الهَ‌ الاّ انْتَ‌ سُبْحانَكَ‌ رَبّى

مناسك الحج و بهامشها 328)


وَرَبُّ‌ آبائِىَ‌ الاَْوَّلينَ‌، اللّهُمَّ‌ هذا ثَنائى عَلَيْكَ‌ مُمَجِّداً، وَاِخْلاصى بِذِكْرِكَ‌ مُوَحِّداً، وَاِقْرارى بِآلائكَ‌ مَعَدِّداً، وَاِنْ‌ كُنْتُ‌ مُقِرّاً انّى لَمْ‌ احْصِها لِكَثْرَتِها وَسُبوغِها، وَتَظاهُرِها وَتَقادُمِها الى حادِث، ما لَمْ‌ تَزَلْ‌ تَتَعَهَّدُنى بِهِ‌ مَعَها مُنْذُ خَلَقْتَنى وَبَرَأتَنى مِنْ‌ اوَّلِ‌ الْعُمْرِ، مِنَ‌ الاِْغْنآءِ مِنَ‌ الْفَقْرِ، وَكَشْفِ‌ الضُّرِّ، وَتَسْبِيبِ‌ الْيُسْرِ، وَدَفْعِ‌ الْعُسْرِ، وَتَفريجِ‌ الْكَرْبِ‌، وَالْعافِيَةِ‌ فِى الْبَدَنِ‌، وَالسَّلامَةِ‌ فِى الدّينِ‌، وَلَوْ رَفَدَنى عَلى قَدْرِ ذِكْرِ نِعْمَتِكَ‌ جَميعُ‌ الْعالَمينَ‌ مِنَ‌ الاَْوَّلينَ‌ وَالاْخِرينَ‌،، ما قَدَرْتُ‌ وَلاهُمْ‌ عَلى ذلِكَ‌، تَقَدَّسْتَ‌ وَتَعالَيْتَ‌ مِنْ‌ رَبٍّ‌ كَريم، عَظيم رَحيم، لا تُحْصى آلاؤُكَ‌، وَلا يُبْلَغُ‌ ثَنآؤُكَ‌، وَلا تُكافى نَعْمآؤُكَ‌، فَصَلِّ‌ عَلى مُحَمَّد وَآلِ‌ مُحَمَّد، وَاَتْمِمْ‌ عَلَيْنا نِعَمَكَ‌، وَاَسْعِدْنا بِطاعَتِكَ‌، سُبْحانَكَ‌ لا الهَ‌ الاّ انْتَ‌، اللَّهُمَّ‌ انَّكَ‌ تُجيبُ‌ الْمُضْطَرَّ، وَتَكْشِفُ‌ السُّوءَ، وَتُغيثُ‌ الْمَكْرُوبَ‌، وَتَشْفِى السَّقيمَ‌، وَتُغْنِى الْفَقيرَ، وَتَجْبُرُ الْكَسيرَ، وَتَرْحَمُ‌ الصَّغيرَ، وَتُعينُ‌ الْكَبيرَ، وَلَيْسَ‌ دُونَكَ‌ ظَهيرٌ، وَلا فَوْقَكَ‌ قَديرٌ، وَانْتَ‌ الْعَلِىُّ‌ الْكَبيرُ، يا مُطْلِقَ‌ الْمُكَبِّلِ‌ الاَْسيرِ، يا رازِقَ‌ الطِّفْلِ‌ الصَّغيرِ، يا عِصْمَةَ‌ الْخآئِفِ‌ الْمُسْتَجيرِ، يا مَنْ‌ لا شَريكَ‌ لَهُ‌ وَلا وَزيرَ، صَلِّ‌ عَلى مُحَمَّد وَآلِ‌ مُحَمَّد، وَاَعْطِنى فى هذِهِ‌ الْعَشِيَّةِ‌، افْضَلَ‌ ما اعْطَيْتَ‌ وَاَنَلْتَ‌ احَداً مِنْ‌ عِبادِكَ‌، مِنْ‌ نِعْمَة تُوليها، وَآلاء تُجَدِّدُها، وَبَلِيَّة تَصْرِفُها، وَكُرْبَة تَكْشِفُها، وَدَعْوَة تَسْمَعُها، وَحَسَنَة تَتَقَبَّلُها، وَسَيِّئَة تَتَغَمَّدُها، انَّكَ‌ لَطيفٌ‌ بِما تَشاءُ خَبيرٌ، وَعَلى كُلِّ‌ شَىء قَديرٌ، اللَّهُمَّ‌ انَّكَ‌ اقْرَبُ‌ مَنْ‌ دُعِىَ‌، وَاَسْرَعُ‌ مَنْ‌ اجابَ‌، وَاَكْرَمُ‌ مَنْ‌ عَفى، وَاَوْسَعُ‌ مَنْ‌ اعْطى، وَاَسْمَعُ‌ مَنْ‌ سُئِلَ‌، يا رَحمنَ‌ الدُّنْيا والاْخِرَةِ‌ وَرحيمُهُما، لَيْسَ‌ كَمِثْلِكَ‌ مَسْؤولٌ‌، وَلا سِواكَ‌ مَأمُولٌ‌، دَعَوْتُكَ‌ فَاَجَبْتَنى، وَسَأَلْتُكَ‌ فَاَعْطَيْتَنى، وَرَغِبْتُ‌ الَيْكَ‌ فَرَحِمْتَنى، وَوَثِقْتُ‌

مناسك الحج و بهامشها 329)


بِكَ‌ فَنَجَّيْتَنى، وَفَزِعْتُ‌ الَيْكَ‌ فَكَفَيْتَنى، اللَّهُمَّ‌ فَصَلِّ‌ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ‌ وَرَسُولِكَ‌ وَنَبِيِّكَ‌، وَعَلى آلِهِ‌ الطَّيِّبينَ‌ الطّاهِرينَ‌ اجْمَعينَ‌، وَتَمِّمْ‌ لَنا نَعْمآءَكَ‌، وَهَنِّئْنا عَطآءَكَ‌، وَاكْتُبْنا لَكَ‌ شاكِرينَ‌، وَلاِلائِكَ‌ ذاكِرينَ‌، آمينَ‌ آمينَ‌ رَبَّ‌ الْعالَمينَ‌، اللّهُمَّ‌ يا مَنْ‌ مَلَكَ‌ فَقَدَرَ، وَقَدَرَ فَقَهَرَ، وَعُصِىَ‌ فَسَتَرَ، وَاسْتُغْفِرَ فَغَفَرَ، يا غايَةَ‌ الطّالِبينَ‌ الرّاغِبينَ‌، وَمُنْتَهى امَلِ‌ الرّاجينَ‌، يا مَنْ‌ احاطَ‍‌ بِكُلِّ‌ شَىء عِلْماً، وَوَسِعَ‌ الْمُسْتَقيلينَ‌ رَأفَةً‌ وَحِلْماً، اللّهُمَّ‌ انّا نَتَوَجَّهُ‌ الَيْكَ‌ فى هذِهِ‌ الْعَشِيَّةِ‌ الَّتى شَرَّفْتَها وَعَظَّمْتَها بِمُحَمَّد نَبِيِّكَ‌ وَرَسُولِكَ‌، وَخِيَرَتِكَ‌ مِنْ‌ خَلْقِكَ‌، وَاَمينِكَ‌ عَلى وَحْيِكَ‌، الْبَشيرِ النَّذيرِ، السِّراجِ‌ الْمُنيرِ، الَّذى انْعَمْتَ‌ بِهِ‌ عَلَى الْمُسْلِمينَ‌، وَجَعَلْتَهُ‌ رَحْمَةً‌ لِلْعالَمينَ‌، اللَّهُمَّ‌ فَصَلِّ‌ عَلى مُحَمَّد وَآلِ‌ مُحَمَّد، كَما مُحَمَّدٌ اهْلٌ‌ لِذلِكَ‌ مِنْكَ‌ يا عَظيمُ‌ فَصَلِّ‌ عَلَيْهِ‌ وَعَلى آلِهِ‌، الْمُنْتَجَبينَ‌ الطَّيِّبينَ‌ الطّاهِرينَ‌ اجْمَعينَ‌، وَتَغَمَّدْنا بِعَفْوِكَ‌ عَنّا، فَاِلَيْكَ‌ عَجَّتِ‌ الاَْصْواتُ‌ بِصُنُوفِ‌ اللُّغاتِ‌، فَاجْعَلْ‌ لَنا اللّهُمَّ‌ فى هذِهِ‌ الْعَشِيَّةِ‌ نَصيباً مِنْ‌ كُلِّ‌ خَيْر تَقْسِمُهُ‌ بَيْنَ‌ عِبادِكَ‌، وَنُور تَهْدى بِهِ‌، وَرَحْمَة تَنْشُرُها، وَبَرَكَة تُنْزِلُها، وَعافِيَة تُجَلِّلُها، وَرِزْق تَبْسُطُهُ‌، يا ارْحَمَ‌ الرّاحِمينَ‌، اللَّهُمَّ‌ اقْلِبْنا فى هذَا الْوَقْتِ‌ مُنْجِحينَ‌ مُفْلِحينَ‌ مَبْرُورينَ‌ غانِمينَ‌، وَلا تَجْعَلْنا مِنَ‌ الْقانِطينَ‌، وَلا تُخْلِنا مِنْ‌ رَحْمَتِكَ‌، وَلا تَحْرِمْنا ما نُؤَمِّلُهُ‌ مِنْ‌ فَضْلِكَ‌، وَلا تَجْعَلْنا مِنْ‌ رَحْمَتِكَ‌ مَحْرُومينَ‌، وَلا لِفَضْلِ‌ ما نُؤَمِّلُهُ‌ مِنْ‌ عَطآئِكَ‌ قانِطينَ‌، وَلا تَرُدَّنا خائِبينَ‌ وَلا مِنْ‌ بابِكَ‌ مَطْرُودينَ‌، يا اجْوَدَ الاَجْوَدينَ‌، وَاَكْرَمَ‌ الاَْكْرَمينَ‌، الَيْكَ‌ اقْبَلْنا مُوقِنينَ‌، وَلِبَيْتِكَ‌ الْحَرامِ‌ آمّينَ‌ قاصِدينَ‌، فَاَعِنّا عَلى مَناسِكِنا، وَاَكْمِلْ‌ لَنا حَجَّنا، وَاْعْفُ‌ عَنّا وَعافِنا، فَقَدْ مَدَدْنا الَيْكَ‌ ايْديَنا فَهِىَ‌ بِذِلَّةِ‌ الاِْعْتِرافِ‌ مَوْسُومَةٌ‌، اللَّهُمَّ‌ فَاَعْطِنا فى هذِهِ‌ الْعَشِيَّةِ‌ ما سَأَلْناكَ‌، وَاكْفِنا مَا

مناسك الحج و بهامشها 330)


اسْتَكْفَيْناكَ‌، فَلا كافِىَ‌ لَنا سِواكَ‌، وَلا رَبَّ‌ لَنا غَيْرُكَ‌، نافِذٌ فينا حُكْمُكَ‌، مُحيطٌ‍‌ بِنا عِلْمُكَ‌، عَدْلٌ‌ فينا قَضآؤُكَ‌، اقْضِ‌ لَنَا الْخَيْرَ، وَاجْعَلْنا مِنْ‌ اهْلِ‌ الْخَيْرِ، اللَّهُمَّ‌ اوْجِبْ‌ لَنا بِجُودِكَ‌ عَظيمَ‌ الاَْجْرِ، وَكَريمَ‌ الذُّخْرِ، وَدَوامَ‌ الْيُسْرِ، وَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا اجْمَعينَ‌، وَلا تُهْلِكْنا مَعَ‌ الْهالِكينَ‌، وَلا تَصْرِفْ‌ عَنّا رَأفَتَكَ‌ وَرَحْمَتَك، يا ارْحَمَ‌ الرّاحِمينَ‌، اللّهُمَّ‌ اجْعَلْنا فى هذَا الْوَقْتِ‌ مِمَّنْ‌ سَاَلَكَ‌ فَاَعْطَيْتَهُ‌، وَشَكَرَكَ‌ فَزِدْتَهُ‌، وَتابَ‌ الَيْكَ‌ فَقَبِلْتَهُ‌ وَتَنَصَّلَ‌ الَيْكَ‌ مِنْ‌ ذُنُوبِهِ‌ كُلِّها فَغَفَرْتَها لَهُ‌ يا ذَالْجَلالِ‌ وَالاِْكْرامِ‌، اللّهُمَّ‌ وَنَقِّنا وَسَدِّدْنا واقْبَلْ‌ تَضَرُّعَنا، يا خَيْرَ مَنْ‌ سُئِلَ‌، وَيا ارْحَمَ‌ مَنِ‌ اسْتُرْحِمَ‌، يا مَنْ‌ لا يَخْفى عَلَيْهِ‌ اغْماضُ‌ الْجُفُونِ‌، َولا لَحْظُ‍‌ الْعُيُونِ‌، وَلا مَا اسْتَقَرَّ فِى الْمَكْنُونِ‌، وَلا مَا انْطَوَتْ‌ عَلَيْهِ‌ مُضْمَراتُ‌ الْقُلُوبِ‌، الا كُلُّ‌ ذلِكَ‌ قَدْ احْصاهُ‌ عِلْمُكَ‌، وَوَسِعَهُ‌ حِلْمُكَ‌، سُبْحانَكَ‌ وَتَعالَيْتَ‌ عَمّا يَقُولُ‌ الظّالِمُونَ‌ عُلُوّاً كَبيراً، تُسَبِّحُ‌ لَكَ‌ السَّماواتُ‌ السَّبْعُ‌، وَالاَْرَضُونَ‌ وَمَنْ‌ فيهِنَّ‌، وَاِنْ‌ مِنْ‌ شَىء الاّ يُسَبِّحُ‌ بِحَمْدِكَ‌، فَلَكَ‌ الْحَمْدُ وَالَْمجْدُ، وَعُلُوُّ الْجَدِّ، يا ذَالْجَلالِ‌ وَالاِْكْرامِ‌، وَالْفَضْلِ‌ وَالاِْنْعامِ‌، وَالاَْيادِى الْجِسامِ‌، وَاَنْتَ‌ الْجَوادُ الْكَريمُ‌، الرَّؤُوفُ‌ الرَّحيمُ‌، اللَّهُمَّ‌ اوْسِعْ‌ عَلَىَّ‌ مِنْ‌ رِزْقِكَ‌ الْحَلالِ‌، وَعافِنى فى بَدَنى وَدينى، وَآمِنْ‌ خَوْفى، وَاعْتِقْ‌ رَقَبَتى مِنَ‌ النّارِ، اللّهُمَّ‌ لا تَمْكُرْ بى، وَلا تَسْتَدْرِجْنى، وَلا تَخْدَعْنى، وَادْرَأ عَنّى شَرَّ فَسَقَةِ‌ الْجِنِّ‌ وَالاِْنْسِ‌.

ثمّ‌ رفع رأسه وبصره الى السّماء وعيناه ماطرتان كأنّهما مزادتان وقال بصوت عالٍ‌:

يا اسْمَعَ‌ السّامِعينَ‌، يا ابْصَرَ النّاظِرينَ‌، وَيا اسْرَعَ‌ الْحاسِبينَ‌، وَيا ارْحَمَ‌ الرّاحِمينَ‌، صَلِّ‌ عَلى مُحَمَّد وَآلِ‌ مُحَمَّد السّادَةِ‌ الْمَيامينَ‌، وَاَسْأَلُكَ‌ اللَّهُمَّ‌

مناسك الحج و بهامشها 331)


حاجَتِى اَّلتى انْ‌ اعْطَيْتَنيها لَمْ‌ يَضُرَّنى ما مَنَعْتَنى، وَاِنْ‌ مَنَعْتَنيها لَمْ‌ يَنْفَعْنى ما اعْطَيْتَنى، اسْأَلُكَ‌ فَكاكَ‌ رَقَبَتى مِنَ‌ النّارِ، لا الهَ‌ الاّ انْتَ‌، وَحْدَكَ‌ لا شَريكَ‌ لَكَ‌، لَكَ‌ الْمُلْكُ‌، وَلَكَ‌ الْحَمْدُ، وَاَنْتَ‌ عَلى كُلِّ‌ شَىء قَديرٌ، يا رَبُّ‌ يا رَبُّ‌.

وكان يكرّر قوله يا رَبُّ‌ وشغل من حضر ممّن كان حوله عن الدّعاء لانفسهم واقبلوا على الاستماع له والتّأمين على دعائه، ثمّ‌ علت أصواتهم بالبكاء معه وغربت الشّمس وأفاض النّاس معه.

أقول: الى هنا تمّ‌ دعاء الحسين (ع) فى يوم عرفة على ما أورده الكفعمى فى كتاب البلد الامين وقد تبعه المجلسى فى كتاب زاد المعاد ولكن زاد السّيد ابن طاووس (رحمه الله) فى الاقبال بعد يا رَبِّ‌ يا رَبِّ‌ يا رَبِّ‌ هذه الزّيادة:

الهى انَا الْفَقيرُ فى غِناىَ‌ فَكَيْفَ‌ لا اكُونُ‌ فَقيراً فى فَقْرى، الهى انَا الْجاهِلُ‌ فى عِلْمى فَكَيْفَ‌ لا اكُونُ‌ جَهُولاً فى جَهْلى، الهى انَّ‌ اخْتِلافَ‌ تَدْبيرِكَ‌، وَسُرْعَةَ‌ طَوآءِ مَقاديرِكَ‌، مَنَعا عِبادَكَ‌ الْعارِفينَ‌ بِكَ‌ عَنْ‌ السُّكُونِ‌ الى عَطآء، وَالْيأْسِ‌ مِنْكَ‌ فى بَلاء، الهى مِنّى ما يَليقُ‌ بِلُؤُمى وَمِنْكَ‌ ما يَليقُ‌ بِكَرَمِكَ‌، الهى وَصَفْتَ‌ نَفْسَكَ‌ بِاللُّطْفِ‌ وَالرَّأْفَةِ‌ لى قَبْلَ‌ وُجُودِ ضَعْفى، افَتَمْنَعُنى مِنْهُما بَعْدَ وُجُودِ ضَعْفى، الهى انْ‌ ظَهَرَتِ‌ الَْمحاسِنُ‌ مِنّى فَبِفَضْلِكَ‌، وَلَكَ‌ الْمِنَّةُ‌ عَلَىَّ‌، وَاِنْ‌ ظَهَرْتِ‌ الْمَساوىُ‌ مِنّى فَبِعَدْلِكَ‌، وَلَكَ‌ الْحُجَّةُ‌ عَلَىَّ‌ الهى كَيْفَ‌ تَكِلُنى وَقَدْ تَكَفَّلْتَ‌ لى، وَكَيْفَ‌ اضامُ‌ وَاَنْتَ‌ النّاصِرُ لى، امْ‌ كَيْفَ‌ اخيبُ‌ وَاَنْتَ‌ الْحَفِىُّ‌ بى، ها انَا اتَوَسَّلُ‌ الَيْكَ‌ بِفَقْرى الَيْكَ‌، وَكَيْفَ‌ اتَوَسَّلُ‌

مناسك الحج و بهامشها 332)


الَيْكَ‌ بِما هُوَ مَحالٌ‌ انْ‌ يَصِلَ‌ الَيْكَ‌، امْ‌ كَيْفَ‌ اشْكُو الَيْكَ‌ حالى وَهُوَ لا يَخْفى عَلَيْكَ‌، امْ‌ كَيْفَ‌ اتَرْجِمُ‌ بِمَقالى وَهُوَ مِنَكَ‌ بَرَزٌ الَيْكَ‌، امْ‌ كَيْفَ‌ تُخَيِّبُ‌ آمالى وَهِىَ‌ قَدْ وَفَدَتْ‌ الَيْكَ‌، امْ‌ كَيْفَ‌ لا تُحْسِنُ‌ احْوالى وَبِكَ‌ قامَتْ‌، الهى ما الْطَفَكَ‌ بى مَعَ‌ عَظيمِ‌ جَهْلى، وَما ارْحَمَكَ‌ بى مَعَ‌ قَبيحِ‌ فِعْلى، الهى ما اقْرَبَكَ‌ مِنّى وَاَبْعَدَنى عَنْكَ‌، وَما ارْاَفَكَ‌ بى فَمَا الَّذى يَحْجُبُنى عَنْكَ‌، الهى عَلِمْتُ‌ بِاِخْتِلافِ‌ الاْثارِ، وَتَنقُّلاتِ‌ الاَْطْوارِ، انَّ‌ مُرادَكَ‌ مِنّى انْ‌ تَتَعَرَّفَ‌ الَىَّ‌ فى كُلِّ‌ شَىء، حَتّى لا اجْهَلَكَ‌ فى شَىء، الهى كُلَّما اخْرَسَنى لُؤْمى انْطَقَنى كَرَمُكَ‌، وَكُلَّما آيَسَتْنى اوْصافى اطْمَعَتْنى مِنَنُكَ‌، الهى مَنْ‌ كانَتْ‌ مَحاسِنُهُ‌ مَساوِىَ‌، فَكَيْفَ‌ لا تَكُونُ‌ مُساويهِ‌ مَساوِىَ‌، وَمَنْ‌ كانَتْ‌ حَقايِقُهُ‌ دَعاوِىَ‌، فَكَيْفَ‌ لا تَكُونُ‌ دَعاوِيَهِ‌ دَعاوِىَ‌، الهى حُكْمُكَ‌ النّافِذُ، وَمَشِيَّتُكَ‌ الْقاهِرَةُ‌ لَمْ‌ يَتْرُكا لِذى مَقال مَقالاً، وَلا لِذى حال حالاً، الهى كَمْ‌ مِنْ‌ طاعَة بَنَيْتُها، وَحالَة شَيَّدْتُها، هَدَمَ‌ اعْتِمادى عَلَيْها عَدْلُكَ‌، بَلْ‌ اقالَنى مِنْها فَضْلُكَ‌، الهى انَّكَ‌ تَعْلَمُ‌ انّى وَاِنْ‌ لَمْ‌ تَدُمِ‌ الطّاعَةُ‌ مِنّى فِعْلاً جَزْماً فَقَدْ دامَتْ‌ مَحَبَّةً‌ وَعَزْماً، الهى كَيْفَ‌ اعْزِمُ‌ وَاَنْتَ‌ الْقاهِرُ، وَكَيْفَ‌ لا اعْزِمُ‌ وَاَنْتَ‌ الاْمِرُ، الهى تَرَدُّدى فِى الاْثارِ يُوجِبُ‌ بُعْدَ الْمَزارِ، فَاجْمَعْنى عَلَيْكَ‌ بِخِدْمَة تُوصِلُنى الَيْكَ‌، كَيْفَ‌ يُسْتَدَلُّ‌ عَلَيْكَ‌ بِما هُوَ فى وُجُودِهِ‌ مُفْتَقِرٌ الَيْكَ‌، ايَكُونُ‌ لِغَيْرِكَ‌ مِنَ‌ الظُّهُورِ ما لَيْسَ‌ لَكَ‌، حَتّى يَكُونَ‌ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ‌، مَتى غِبْتَ‌ حَتّى تَحْتاجَ‌ الى دَليل يَدُلُّ‌ عَليْكَ‌، وَمَتى بَعُدْتَ‌ حَتّى تَكُونَ‌ الاْثارُ هِىَ‌ الَّتى تُوصِلُ‌ الَيْكَ‌، عَمِيَتْ‌ عَيْنٌ‌ لا تَراكَ‌ عَلَيْها رَقيباً، وَخَسِرَتْ‌ صَفْقَةُ‌ عَبْد لَمْ‌ تَجْعَلْ‌ لَهُ‌ مِنْ‌ حُبِّكَ‌ نَصيباً، الهى امَرْتَ‌ بِالرُّجُوعِ‌ الَى الاْثارِ فَاَرْجِعْنى الَيْكَ‌ بِكِسْوَةِ‌ الاَْنْوارِ، وَهِدايَةِ‌ الاِْسْتِبصارِ، حَتّى ارْجَعَ‌ الَيْكَ‌ مِنْها

مناسك الحج و بهامشها 333)


كَما دَخَلْتُ‌ الَيْكَ‌ مِنْها، مَصُونَ‌ السِّرِّ عَنِ‌ النَّظَرِ الَيْها، وَمَرْفُوعَ‌ الْهِمَّةِ‌ عَنِ‌ الاِْعْتِمادِ عَلَيْها، انَّكَ‌ عَلى كُلِّ‌ شَىء قَديرٌ، الهى هذا ذُلّى ظاهِرٌ بَيْنَ‌ يَدَيْكَ‌، وَهذا حالى لا يَخْفى عَلَيْكَ‌، مِنْكَ‌ اطْلُبُ‌ الْوُصُولُ‌ الَيْكَ‌، َوِبَكَ‌ اسْتَدِلُّ‌ عَلَيْكَ‌، فَاهْدِنى بِنُورِكَ‌ الَيْكَ‌، وَاَقِمْنى بِصِدْقِ‌ الْعُبُودِيَّةِ‌ بَيْنَ‌ يَدَيْكَ‌، الهى عَلِّمْنى مِنْ‌ عِلْمِكَ‌ الَْمخْزُونِ‌، وَصُنّى بِسِتْرِكَ‌ الْمَصُونِ‌، الهى حَقِّقْنى بِحَقائِقِ‌ اهْلِ‌ الْقُرْبِ‌، وَاسْلُكْ‌ بى مَسْلَكَ‌ اهْلِ‌ الْجَذْبِ‌، الهى اغْنِنى بِتَدْبيرِكَ‌ لى عَنْ‌ تَدْبيرى، وَبِاخْتِيارِكَ‌ عَنِ‌ اخْتِيارى، وَاَوْقِفْنى عَلى مَراكِزِ اضْطِرارى، الهى اخْرِجْنى مِنْ‌ ذُلِّ‌ نَفْسى، وَطَهِّرْنى مِنْ‌ شَكّى وَشِرْكى قَبْلَ‌ حُلُولِ‌ رَمْسى، بِكَ‌ انْتَصِرُ فَانْصُرْنى، وَعَلَيْكَ‌ اتَوَكَّلُ‌ فَلا تَكِلْنى، وَاِيّاكَ‌ اسْأَلُ‌ فَلا تُخَيِّبْنى، وَفى فَضْلِكَ‌ ارْغَبُ‌ فَلا تَحْرِمْنى، وَبِجَنابِكَ‌ انْتَسِبُ‌ فَلا تُبْعِدْنى، وَبِبابِكَ‌ اقِفُ‌ فَلا تَطْرُدْنى، الهى تَقَدَّسَ‌ رِضاكَ‌ انْ‌ يَكُونَ‌ لَهُ‌ عِلَّةٌ‌ مِنْكَ‌، فَكَيْفَ‌ يَكُونُ‌ لَهُ‌ عِلَّةٌ‌ مِنّى، الهى انْتَ‌ الْغِنىُّ‌ بِذاتِكَ‌ انْ‌ يَصِلَ‌ الَيْكَ‌ النَّفْعُ‌ مِنْكَ‌، فَكَيْفَ‌ لا تَكُونُ‌ غَنِيّاً عَنّى، الهى انَّ‌ الْقَضآءَ وَالْقَدَرَ يُمَنّينى، وَاِنَّ‌ الْهَوى بِوَثائِقِ‌ الشَّهْوَةِ‌ اسَرَنى، فَكُنْ‌ انْتَ‌ النَّصيرَ لى، حَتّى تَنْصُرَنى وَتُبَصِّرَنى، وَاَغْنِنى بِفَضْلِكَ‌ حَتّى اسْتَغْنِىَ‌ بِكَ‌ عَنْ‌ طَلَبى، انْتَ‌ الَّذى اشْرَقْتَ‌ الاَْنْوارَ فى قُلُوبِ‌ اوْلِيآئِكَ‌ حَتّى عَرَفُوكَ‌ وَوَحَّدوكَ‌، وَاَنْتَ‌ الَّذى ازَلْتَ‌ الاَْغْيارَ عَنْ‌ قُلُوبِ‌ احِبّائِكَ‌ حَتّى لَمْ‌ يُحِبُّوا سِواكَ‌، وَلَمْ‌ يَلْجَأوا الى غَيْرِكَ‌، انْتَ‌ الْمُوْنِسُ‌ لَهُمْ‌ حَيْثُ‌ اوْحَشَتْهُمُ‌ الْعَوالِمُ‌، وَاَنْتَ‌ الَّذى هَدَيْتَهُمْ‌ حَيْثُ‌ اسْتَبانَتْ‌ لَهُمُ‌ الْمَعالِمُ‌، ماذا وَجَدَ مَنْ‌ فَقَدَكَ‌، وَمَا الَّذى فَقَدَ مَنْ‌ وَجَدَكَ‌، لَقَدْ خابَ‌ مَنْ‌ رَضِىَ‌ دُونَكَ‌ بَدَلاً، وَلَقَدْ خَسِرَ مَنْ‌ بَغى عَنْكَ‌ مُتَحَوِّلاً، كَيْفَ‌ يُرْجى سِواكَ‌ وَاَنْتَ‌ ما قَطَعْتَ‌ الاِْحْسانَ‌، وَكَيْفَ‌ يُطْلَبُ‌ مِنْ‌

مناسك الحج و بهامشها 334)


غَيْرِكَ‌ وَاَنْتَ‌ ما بَدَّلْتَ‌ عادَةَ‌ الاِْمْتِنانِ‌، يا مَنْ‌ اذاقَ‌ احِبّآءَهُ‌ حَلاوَةَ‌ الْمُؤانَسَةِ‌، فَقامُوا بَيْنَ‌ يَدَيْهِ‌ مُتَمَلِّقينَ‌، وَيا مَنْ‌ الْبَسَ‌ اوْلِياءَهُ‌ مَلابِسَ‌ هَيْبَتِهِ‌، فَقامُوا بَيْنَ‌ يَدَيْهِ‌ مُسْتَغْفِرينَ‌، انْتَ‌ الذّاكِرُ قَبْلَ‌ الذّاكِرينَ‌، وَاَنْتَ‌ الْبادى بِالاِْحْسانِ‌ قَبْلَ‌ تَوَجُّهِ‌ الْعابِدينَ‌، وَاَنْتَ‌ الْجَوادُ بِالْعَطآءِ قَبْلَ‌ طَلَبِ‌ الطّالِبينَ‌، وَاَنْتَ‌ الْوَهّابُ‌ ثُمَّ‌ لِما وَهَبْتَ‌ لَنا مِنَ‌ الْمُسْتَقْرِضينَ‌، الهى اطْلُبْنى بِرَحْمَتِكَ‌ حَتّى اصِلَ‌ الَيْكَ‌، وَاجْذِبْنى بِمَنِّكَ‌ حَتّى اقْبِلَ‌ عَلَيْكَ‌، الهى انَّ‌ رَجآئى لا يَنْقَطِعُ‌ عَنْكَ‌ وَاِنْ‌ عَصَيْتُكَ‌، كَما انَّ‌ خَوْفى لا يُزايِلُنى وَاِنْ‌ اطَعْتُكَ‌، فَقَدْ دَفَعْتَنِى الْعَوالِمُ‌ الَيْكَ‌، وَقَدْ اوْقَعَنى عِلْمى بِكَرَمِكَ‌ عَلَيْكَ‌، الهى كَيْفَ‌ اخيبُ‌ وَاَنْتَ‌ امَلى، امْ‌ كَيْفَ‌ اهانُ‌ وَعَلَيْكَ‌ مُتَكَّلى، الهى كَيْفَ‌ اسْتَعِزُّ وَفِى الذِّلَّةِ‌ ارْكَزْتَنى، امْ‌ كَيْفَ‌ لا اسْتَعِزُّ وَاِلَيْكَ‌ نَسَبْتَنى، الهى كَيْفَ‌ لا افْتَقِرُ وَاَنْتَ‌ الَّذى فِى الْفُقَرآءِ اقَمْتَنى، امْ‌ كَيْفَ‌ افْتَقِرُ وَاَنْتَ‌ الَّذى بِجُودِكَ‌ اغْنَيْتَنى، وَاَنْتَ‌ الَّذى لا الهَ‌ غَيْرُكَ‌ تَعَرَّفْتَ‌ لِكُلِّ‌ شَىء فَما جَهِلَكَ‌ شَىءُ، وَاَنْتَ‌ الَّذى تَعَرَّفْتَ‌ الَىَّ‌ فى كُلِّ‌ شَىء، فَرَاَيْتُكَ‌ ظاهِراً فى كُلِّ‌ شَىء، وَاَنْتَ‌ الظّاهِرُ لِكُلِّ‌ شَىء، يا مَنِ‌ اسْتَوى بِرَحْمانِيَّتِهِ‌ فَصارَ الْعَرْشُ‌ غَيْباً فى ذاِتِهِ‌، مَحَقْتَ‌ الاْثارَ بِالاْثارِ، وَمَحَوْتَ‌ الاَْغْيارَ بِمُحيطاتِ‌ افْلاكِ‌ الاَْنْوارِ، يا مَنِ‌ احْتَجَبَ‌ فى سُرادِقاتِ‌ عَرْشِهِ‌ عَنْ‌ انْ‌ تُدْرِكَهُ‌ الاَْبْصارُ، يا مَنْ‌ تَجَلّى بِكَمالِ‌ بَهآئِهِ‌، فَتَحَقَّقتْ‌ عَظَمَتُهُ‌ مَنْ‌ الاِْسْتِوآءَ، كَيْفَ‌ تَخْفى وَاَنْتَ‌ الظّاهِرُ، امْ‌ كَيْفَ‌ تَغيبُ‌ وَاَنْتَ‌ الرَّقيبُ‌ الْحاضِرُ، انَّكَ‌ عَلى كُلِّ‌ شَىء قَدير، وَالْحَمْدُ للهِ‌ وَحْدَهُ‌.

وقل فى آخر نهار عرفة: يا رَبِّ‌ انَّ‌ ذُنُوبى لا تَضُرُّكَ‌، وَاِنَّ‌ مَغْفِرَتَكَ‌ لى لا تَنْقُصُكَ‌، فَاَعْطِنى ما لا يَنْقُصُكَ‌، وَاغْفِرْ لى ما لا يَضُرُّكَ‌.

مناسك الحج و بهامشها 335)


وقل أيضاً: اللّهُمَّ‌ لا تَحْرِمْنى خَيْرَ ما عِنْدَكَ‌ لِشَرِّ ما عِنْدى فَاِنْ‌ انْتَ‌ لَمْ‌ تَرْحَمْنى بِتَعَبى وَنَصَبى تَحْرِمْنى اجْرَ الْمُصابِ‌ عَلى مُصيبَتِهِ‌.

ومنها:

دعاء الإمام على بن الحسين عليه السلام يوم عرفة

:

الْحَمْدُ لِلَّهِ‌ رَبِّ‌ الْعَالَمِينَ‌ اللَّهُمَّ‌ لَكَ‌ الْحَمْدُ بَدِيعَ‌ السَّمَاوَاتِ‌ وَالارْضِ‌ ذَا الْجَلالِ‌ وَالاكْرَامِ‌ رَبَّ‌ الارْبَابِ‌ وَإِلَهَ‌ كُلِّ‌ مَأَلُوهٍ‌ وَخَالِقَ‌ كُلِّ‌ مَخْلُوقٍ‌ وَوَارِثَ‌ كُلِّ‌ شَيءٍ لَيْسَ‌ كَمِثْلِهِ‌ شَيْ‌ءٌ وَلا يَعْزُبُ‌ عَنْهُ‌ عِلْمُ‌ شَيءٍ وَهُوَ بِكُلِّ‌ شَيءٍ مُحِيطٌ‍‌ وَهُوَ عَلَى كُلِّ‌ شَيءٍ رَقِيبٌ‌ أَنْتَ‌ اللَّهُ‌ لا إِلَهَ‌ إِلا أَنْتَ‌ الاحَدُ الْمُتَوَحِّدُ الْفَرْدُ الْمُتَفَرِّدُ وَأَنْتَ‌ اللَّهُ‌ لا إِلَهَ‌ إِلا أَنْتَ‌ الْكَرِيمُ‌ الْمُتَكَرِّمُ‌ الْعَظِيمُ‌ الْمُتَعَظِّمُ‌ الْكَبِيرُ الْمُتَكَبِّرُ وَأَنْتَ‌ اللَّهُ‌ لا إِلَهَ‌ إِلا أَنْتَ‌ الْعَلِى الْمُتَعَالِ‌ الشَّدِيدُ الْمِحَالِ‌ وَأَنْتَ‌ اللَّهُ‌ لا إِلَهَ‌ إِلا أَنْتَ‌ الرَّحْمنُ‌ الرَّحِيمُ‌ الْعَلِيمُ‌ الْحَكِيمُ‌ وَأَنْتَ‌ اللَّهُ‌ لا إِلَهَ‌ إِلا أَنْتَ‌ السَّمِيعُ‌ الْبَصِيرُ الْقَدِيمُ‌ الْخَبِيرُ وَأَنْتَ‌ اللَّهُ‌ لا إِلَهَ‌ إِلا أَنْتَ‌ الْكَرِيمُ‌ الاكْرَمُ‌ الدَّآئِمُ‌ الادْوَمُ‌ وَأَنْتَ‌ اللَّهُ‌ لا إِلَهَ‌ إِلا أَنْتَ‌ الاوَّلُ‌ قَبْلَ‌ كُلِّ‌ أَحَدٍ وَالآخِرُ بَعْدَ كُلِّ‌ عَدَدٍ وَأَنْتَ‌ اللَّهُ‌ لا إِلَهَ‌ إِلا أَنْتَ‌ الدَّانِى فِى عُلُوِّهِ‌ وَالْعَالِى فِى دُنُوِّهِ‌ وَأَنْتَ‌ اللَّهُ‌ لا إِلَهَ‌ إِلا أَنْتَ‌ ذُو الْبَهَآءِ وَالْمَجْدِ وَالْكِبْرِيَآءِ وَالْحَمْدِ وَأَنْتَ‌ اللَّهُ‌ لا إِلَهَ‌ إِلا أَنْتَ‌ الَّذِى أَنْشَأْتَ‌ الاشْيَآءَ مِنْ‌ غِيرِ سِنْخٍ‌ وَصَوَّرْتَ‌ مَا صَوَّرْتَ‌ مِنْ‌ غَيْرِ مِثَالٍ‌ وَابْتَدَعْتَ‌ الْمُبْتَدَعَاتِ‌ بِلا احْتِذَآءٍ أَنْتَ‌ الَّذِى قَدَّرْتَ‌ كُلَّ‌ شَيءٍ تَقْدِيراً وَيَسَّرْتَ‌ كُلَّ‌ شَيءٍ تَيْسِيراً وَدَبَّرْتَ‌ مَا دُونَكَ‌ تَدْبِيرَا أَنْتَ‌ الَّذِى لَمْ‌ يُعِنْكَ‌ عَلَى خَلْقِكَ‌ شَرِيكٌ‌ وَلَمْ‌ يُوَازِرْكَ‌ فِى أَمْرِكَ‌ وَزِيرٌ وَلَمْ‌ يَكُنْ‌ لَكَ‌ مُشَاهِدٌ وَلا نَظِيرٌ أَنْتَ‌ الَّذِى أَرَدْتَ‌ فَكَانَ‌ حَتْماً مَآ أَرَدْتَ‌ وَقَضَيْتَ‌ فَكَانَ‌

مناسك الحج و بهامشها 336)


عَدْلاً مَا قَضَيْتَ‌ وَحَكَمْتَ‌ فَكَانَ‌ نِصْفاً مَا حَكَمْتَ‌ أَنْتَ‌ الَّذِى لا يَحْوِيكَ‌ مَكَانٌ‌ وَلَمْ‌ يَقُمْ‌ لِسُلْطَانِكَ‌ سُلْطَانٌ‌ وَلَمْ‌ يُعْيِكَ‌ بُرْهَانٌ‌ وَلا بَيَانٌ‌ أَنْتَ‌ الَّذِى أَحْصَيْتَ‌ كُلَّ‌ شَيءٍ عَدَداً وَجَعَلْتَ‌ لِكُلِّ‌ شَيءٍ أَمَداً وَقَدَّرْتَ‌ كُلَّ‌ شَيءٍ تَقْدِيراً أَنْتَ‌ الَّذِى قَصُرَتِ‌ الاوْهَامُ‌ عَنْ‌ ذَاتِيَّتِكَ‌ وَعَجَزَتِ‌ الافْهَامُ‌ عَنْ‌ كَيْفِيَّتِكَ‌ وَلَمْ‌ تُدْرِكِ‌ الابْصَارُ مَوْضِعَ‌ أَيْنِيَّتِكَ‌ أَنْتَ‌ الَّذِى لا تُحَّدُّ فَتَكُونَ‌ مَحْدُوداً ولَمْ‌ تُمَثَّلْ‌ فَتَكُونَ‌ مَوْجُوداً وَلَمْ‌ تَلِدْ فَتَكُونَ‌ مَوْلُوداً أَنْتَ‌ الَّذِى لا ضِدَّ مَعَكَ‌ فَيُعَانِدَكَ‌ وَلا عِدْلَ‌ لَكَ‌ فَيُكَاثِرَكَ‌ وَلا نِدَّ لَكَ‌ فَيُعَارِضَكَ‌ أَنْتَ‌ الَّذِى ابْتَدَأَ وَاخْتَرَعَ‌ وَاسْتَحْدَثَ‌ وَابْتَدَعَ‌ وَأَحْسَنَ‌ صُنْعَ‌ مَا صَنَعَ‌ سُبْحَانَكَ‌ مَآ أَجَلَّ‌ شَأْنَكَ‌! وَأسْنَى فِى الامَاكِنِ‌ مَكَانَكَ‌! وَأَصْدَعَ‌ بِالْحَقِّ‌ فُرْقَانَكَ‌! سُبْحَانَكَ‌ مِنْ‌ لَطِيفٍ‌ مَآ أَلْطَفَكَ‌! وَرَءُوفٍ‌ مَآ أَرْأَفَكَ‌! وَحَكِيمٍ‌ مَآ أَعْرَفَكَ‌! سُبْحَانَكَ‌ مِنْ‌ مَلِيكٍ‌ مَآ أَمْنَعَكَ‌! وَجَوَادٍ مَآ أَوْسَعَكَ‌! وَرَفِيعٍ‌ مَآ أَرْفَعَكَ‌! ذُو الْبَهَآءِ وَالْمَجْدِ وَالْكِبْرِيَآءِ وَالْحَمْدِ سُبْحَانَكَ‌ بَسَطْتَ‌ بِالْخَيْرَاتِ‌ يَدَكَ‌ وَعُرِفَتِ‌ الْهِدَايَةُ‌ مِنْ‌ عِنْدِكَ‌ فَمَنِ‌ الْتَمَسَكَ‌ لِدِينٍ‌ أَوْ دُنْيَا وَجَدَكَ‌ سُبْحَانَكَ‌ خَضَعَ‌ لَكَ‌ مَنْ‌ جَرَى فِى عِلْمِكَ‌ وَخَشَعَ‌ لِعَظَمَتِكَ‌ مَا دُونَ‌ عَرْشِكَ‌ وَانْقَادَ لِلتَّسْلِيمِ‌ لَكَ‌ كُلُّ‌ خَلْقِكَ‌ سُبْحَانَكَ‌ لا تُحَسُّ‌ وَلا تُجَسُّ‌ وَلا تُمَسُّ‌ وَلا تُكَادُ وَلا تُمَاطُ‍‌ وَلا تُنَازَعُ‌ وَلا تُجَارَى وَلا تُمَارَى وَلا تُخَادَعُ‌ وَلا تُمَاكَرُ سُبْحَانَك سَبِيلُكَ‌ جَدَدٌ وَأَمْرُكَ‌ رَشَدٌ وَأَنْتَ‌ حَى صَمَدٌ سُبْحَانَكَ‌ قَوْلُكَ‌ حُكْمٌ‌ وَقَضَآؤُكَ‌ حَتْمٌ‌ وَإِرَادَتُك عَزْمٌ‌ سُبْحَانَكَ‌ لا رَادَّ لِمَشِيَّتِكَ‌ وَلا مُبَدِّلَ‌ لِكَلِمَاتِكَ‌ سُبْحَانَكَ‌ بَاهِرَ الآيَاتِ‌ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ‌ بَارِئَ‌ النَّسَمَاتِ‌ لَكَ‌ الْحَمْدُ حَمْداً يَدُومُ‌ بِدَوَامِكَ‌ وَلَكَ‌ الْحَمْدُ حَمْداً خَالِداً بِنِعْمَتِكَ‌ وَلَكَ‌ الْحَمْدُ حَمْداً يُوَازِى صُنْعَكَ‌ وَلَك الْحَمْدُ حَمْداً يَزِيدُ عَلَى رِضَاكَ‌ وَلَكَ‌

مناسك الحج و بهامشها 337)


الْحَمْدُ حَمْداً مَعَ‌ حَمْدِ كُلِّ‌ حَامِدٍ وَشُكْراً يَقْصُرُ عنْهُ‌ شُكْرُ كُلِّ‌ شَاكِرٍ حَمْداً لا يَنْبَغِى إِلا لَكَ‌ وَلا يُتَقَرَّبُ‌ بِهِ‌ إِلا إِلَيْكَ‌ حَمْداً يُسْتَدَامُ‌ بِهِ‌ الاوَّلُ‌ وَيُسْتَدْعَى بِهِ‌ دَوَامُ‌ الآخِرِ حَمْداً يَتَضَاعَفُ‌ عَلَى كُرُورِ الازْمِنَةِ‌ وَيَتَزَايَدُ أَضْعَافاً مُتَرَادِفَةً‌ حَمْداً يَعْجِزُ عَنْ‌ إِحْصَآئِهِ‌ الْحَفَظَةُ‌ وَيَزِيدُ عَلَى مَآ أَحْصَتْهُ‌ فِى كِتَابِكَ‌ الْكَتَبَةُ‌ حَمْداً يُوَازِنُ‌ عَرْشَكَ‌ الْمَجِيدَ وَيُعَادِلُ‌ كُرْسِيَّكَ‌ الرَّفِيعَ‌ حَمْداً يَكْمُلُ‌ لَدَيْكَ‌ ثَوَابُهُ‌ وَيَسْتَغْرِقُ‌ كُلَّ‌ جَزَآءٍ جَزَآؤُهُ‌ حَمْداً ظَاهِرُهُ‌ وَفْقٌ‌ لِبَاطِنِهِ‌ وَبَاطِنُهُ‌ وَفْقٌ‌ لِصِدْقِ‌ النِّيَّةِ‌ فِيهِ‌ حَمْداً لَمْ‌ يَحْمَدْكَ‌ خَلْقٌ‌ مِثْلَهُ‌ وَلا يَعْرِفُ‌ أَحَدٌ سِوَاكَ‌ فَضْلَهُ‌ حَمْداً يُعَانُ‌ مَنِ‌ اجْتَهَدَ فِى تَعْدِيدِهِ‌ وَيُؤَيَّدُ مَنْ‌ أَغْرَقَ‌ نَزْعاً فِى تَوْفِيَتِهِ‌ حَمْداً يَجْمَعُ‌ مَا خَلَقْتَ‌ مِنَ‌ الْحَمْدِ وَيَنْتَظِمُ‌ مَآ أَنْتَ‌ خَالِقُهُ‌ مِنْ‌ بَعْدُ حَمْداً لا حَمْدَ أَقْرَبُ‌ إِلَى قَوْلِكَ‌ مِنْهُ‌ وَلا أَحْمَدَ مِمَّنْ‌ يَحْمَدُكَ‌ بِهِ‌ حَمْداً يُوجِبُ‌ بِكَرَمِكَ‌ الْمَزِيدَ بِوُفُورِهِ‌ و تَصِلُهُ‌ بِمَزِيدٍ بَعْدَ مَزِيدٍ طَوْلاً مِنْكَ‌ حَمْداً يَجِبُ‌ لِكَرَمِ‌ وَجْهِكَ‌ وَيُقَابِلُ‌ عِزَّ جَلالِكَ‌ رَبِّ‌ صَلِّ‌ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ‌ مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِ‌ الْمُصْطَفَى الْمُكَرَّمِ‌ الْمُقَرَّبِ‌ أَفْضَلَ‌ صَلَوَاتِكَ‌ وَبَارِكْ‌ عَلَيْهِ‌ أَتَمَّ‌ بَرَكَاتِكَ‌ وَتَرَحَّمْ‌ عَلَيْهِ‌ أَمْتَعَ‌ رَحَمَاتِكَ‌ رَبِّ‌ صَلِّ‌ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ‌ صَلاةً‌ زَاكِيَةً‌ لا تَكُونُ‌ صَلاةٌ‌ أَزْكَى مِنْهَا وَصَلِّ‌ عَلَيْهِ‌ صَلاةً‌ نَامِيَةً‌ لا تَكُونُ‌ صَلاةٌ‌ أَنْمَى مِنْهَا وَصَلِّ‌ عَلَيْهِ‌ صَلاةً‌ رَاضِيَةً‌ لا تَكُونُ‌ صَلاةٌ‌ فَوْقَهَا رَبِّ‌ صَلِّ‌ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ‌ صَلاةً‌ تُرْضِيهُ‌ وَتَزِيدُ عَلَى رِضَاهُ‌ وَصَلِّ‌ عَلَيْهِ‌ صَلاةً‌ تُرْضِيكَ‌ وَتَزِيدُ عَلَى رِضَاكَ‌ لَهُ‌ وَصَلِّ‌ عَلَيْهِ‌ صَلاةً‌ لا تَرْضَى لَهُ‌ إِلا بِهَا وَلا تَرَى غَيْرَهُ‌ لَهَآ أَهْلاً رَبِّ‌ صَلِّ‌ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ‌ صَلاةً‌ تُجَاوِزُ رِضْوَانَكَ‌ وَيَتَّصِلُ‌ اتِّصَالُهَا بِبَقَآئِكَ‌ وَلا يَنْفَدُ كَمَا لا تَنْفَدُ كَلِمَاتُكَ‌ رَبِّ‌ صَلِّ‌ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ‌ صَلاةً‌ تَنْتَظِمُ‌ صَلَوَاتِ‌ مَلائِكَتِكَ‌ وَأَنْبِيَآئِكَ‌ وَرُسُلِكَ‌ وَأَهْلِ‌ طَاعَتِكَ‌ وَتَشْتَمِلُ‌

مناسك الحج و بهامشها 338)


عَلَى صَلَوَاتِ‌ عِبَادِكَ‌ مِنْ‌ جِنِّكَ‌ وَإِنْسِكَ‌ وَأَهْلِ‌ إِجَابَتِكَ‌ وَتَجْتَمِعُ‌ عَلَى صَلاةِ‌ كُلِّ‌ مَنْ‌ ذَرَأْتَ‌ وَبَرَأْتَ‌ مِنْ‌ أَصْنَافِ‌ خَلْقِكَ‌ رَبِّ‌ صَلِّ‌ عَلَيْهِ‌ وَآلِهِ‌ صَلاةً‌ تُحِيطُ‍‌ بِكُلِّ‌ صَلاةٍ‌ سَالِفَةٍ‌ وَمُسْتَأْنَفَةٍ‌ وَصَلِّ‌ عَلَيْهِ‌ وَعَلَى آلِهِ‌ صَلاةً‌ مَرْضِيَّةً‌ لَكَ‌ وَلِمَنْ‌ دُونَكَ‌ وَتُنْشِئُ‌ مَعَ‌ ذَلِكَ‌ صَلَوَاتٍ‌ تُضَاعِفُ‌ مَعَهَا تِلْكَ‌ الصَّلَوَاتِ‌ عِنْدَهَا وَتَزِيدُهَا عَلَى كُرُورِ الايَّامِ‌ زِيَادَةً‌ فِى تَضَاعِيفَ‌ لا يَعُدُّهَا غَيْرُكَ‌ رَبِّ‌ صَلِّ‌ عَلَى أَطَآئِبِ‌ أَهْلِ‌ بَيْتِهِ‌ الَّذِينَ‌ اخْتَرْتَهُمْ‌ لِأَمْرِكَ‌ وَجَعَلْتَهُمْ‌ خَزَنَةَ‌ عِلْمِكَ‌ وَحَفَظَةَ‌ دِينِكَ‌ وَخُلَفَآءَكَ‌ فِى أَرْضِكَ‌ وَحُجَجَكَ‌ عَلَى عِبَادِكَ‌ وَطَهَّرْتَهُمْ‌ مِنَ‌ الرِّجْسِ‌ وَالدَّنَسِ‌ تَطْهِيراً بِإِرَادَتِكَ‌ وَجَعَلْتَهُمُ‌ الْوَسِيلَةَ‌ إِلَيْكَ‌ وَالْمَسْلَكَ‌ إِلَى جَنَّتِكَ‌ رَبِّ‌ صَلِّ‌ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ‌ صَلاةً‌ تُجْزِلُ‌ لَهُمْ‌ بِهَا مِنْ‌ نِحَلِكَ‌ وَكَرَامَتِكَ‌ وَتُكْمِلُ‌ لَهُمُ‌ الاشْيَآءَ مِنْ‌ عَطَايَاكَ‌ وَنَوَافِلِكَ‌ وَتُوَفِّرُ عَلَيْهِمُ‌ الْحَظَّ‍‌ مِنْ‌ عَوَآئِدِكَ‌ وَفَوَآئِدِكَ‌ رَبِّ‌ صَلِّ‌ عَلَيْهِ‌ وَعَلَيْهِمْ‌ صَلاةً‌ لا أَمَدَ فِى أَوَّلِهَا وَلا غَايَةَ‌ لِأَمَدِهَا وَلا نِهَايَةَ‌ لِآخِرِهَا رَبِّ‌ صَلِّ‌ عَلَيْهِمْ‌ زِنَةَ‌ عَرْشِكَ‌ وَمَا دُونَهُ‌ وَمِلْ‌ءَ سَمَاوَاتِكَ‌ وَمَا فَوْقَهُنَّ‌ وَعَدَدَ أَرَضِيكَ‌ وَمَا تَحْتَهُنَّ‌ وَمَا بَيْنَهُنَّ‌ صَلاةً‌ تُقَرِّبُهُمْ‌ مِنْكَ‌ زُلْفَى وَتَكُونُ‌ لَكَ‌ وَلَهُمْ‌ رِضًى وَمُتَّصِلَةً‌ بِنَظَآئِرهِنَّ‌ أَبَداً اللَّهُمَّ‌ إِنَّكَ‌ أَيَّدْتَ‌ دِينَكَ‌ فِى كُلِّ‌ أَوَانٍ‌ بِإِمَامٍ‌ أَقَمْتَهُ‌ عَلَماً لِعِبَادِكَ‌ وَمَنَاراً فِى بِلادِكَ‌ بَعْدَ أَنْ‌ وَصَلْتَ‌ حَبْلَهُ‌ بِحَبْلِكَ‌ وَجَعَلْتَهُ‌ الذَّرِيعَةَ‌ إِلَى رِضْوَانِكَ‌ وَافْتَرَضْتَ‌ طَاعَتَهُ‌ وَحَذَّرْتَ‌ مَعْصِيَتَهُ‌ وَأَمَرْتَ‌ بِامْتِثَالِ‌ أَوَامِرِهِ‌ وَالِانْتِهَآءِ عِنْدَ نَهْيِهِ‌ وَأَن لا يَتَقَدَّمَهُ‌ مُتَقَدِّمٌ‌ وَلا يَتَأَخَّرَ عَنْهُ‌ مُتَأَخِّرٌ فَهُوَ عِصْمَةُ‌ اللائِذِينَ‌ وَكَهْفُ‌ الْمُؤْمِنِينَ‌ وَعُرْوَةُ‌ الْمُتَمَسِّكِينَ‌ وَبَهَآءُ الْعَالَمِينَ‌ اللَّهُمَّ‌ فَأَوْزِعْ‌ لِوَلِيّكَ‌ شُكْرَ مَآ أَنْعَمْتَ‌ بِهِ‌ عَلَيْهِ‌ وَأَوْزِعْنَا مِثْلَهُ‌ فِيهِ‌ وَآتِهِ‌ مِنْ‌ لَدُنْكَ‌ سُلْطَاناً نَصِيراً وَافْتَحْ‌ لَهُ‌ فَتْحاً يَسِيراً وَأَعِنْهُ‌ بِرُكْنِكَ‌ الاعَزِّ وَاشْدُدْ أَزْرَهُ‌ وَقَوِّ عَضُدَهُ‌ وَرَاعِهِ‌ بِعَيْنِكَ‌ وَاحْمِهِ‌ بِحِفْظِكَ‌

مناسك الحج و بهامشها 339)


وَانْصُرْهُ‌ بِمَلائِكَتِكَ‌ وَامْدُدْهُ‌ بِجُنْدِكَ‌ الاغْلَبِ‌ وَأَقِمْ‌ بِهِ‌ كِتَابَكَ‌ وَحُدُودَكَ‌ وَشَرَآئِعَكَ‌ وَسُنَنَ‌ رَسُولِكَ‌ صَلَوَاتُكَ‌ اللَّهُمَّ‌ عَلَيْهِ‌ وَآلِهِ‌ وَأَحْى بِهِ‌ مَآ أَمَاتَهُ‌ الظَّالِمُونَ‌ مِنْ‌ مَعَالِمِ‌ دِينِكَ‌ وَاجْلُ‌ بِهِ‌ صَدَآءَ الْجَوْرِ عَنْ‌ طَرِيقَتِكَ‌ وَأَبِنْ‌ بِهِ‌ الضَّرَّآءَ مِنْ‌ سَبِيلِكَ‌ وَأَزِلْ‌ بِهِ‌ النَّاكِبِينَ‌ عَنْ‌ صِرَاطِكَ‌ وَامْحَقْ‌ بِهِ‌ بُغَاةَ‌ قَصْدِكَ‌ عِوَجاً وَأَلِنْ‌ جَانِبَهُ‌ لِأَوْلِيَآئِكَ‌ وَابْسُطْ‍‌ يَدَهُ‌ عَلَى أَعْدَآئِكَ‌ وَهَبْ‌ لَنَا رَأْفَتَهُ‌ وَرَحْمَتَهُ‌ وَتَعَطُّفَهُ‌ وَتَحَنُّنَهُ‌ وَاجْعَلْنَا لَهُ‌ سَامِعِينَ‌ مُطِيعِينَ‌ وَفِى رِضَاهُ‌ سَاعِينَ‌ وَإِلَى نُصْرَتِهِ‌ وَالْمُدَافَعَةِ‌ عَنْهُ‌ مُكْنِفِينَ‌ وَإِلَيْك وَإِلَى رَسُولِكَ‌ صَلَوَاتُكَ‌ اللَّهُمَّ‌ عَلَيْهِ‌ وَآلِهِ‌ بِذَلِكَ‌ مُتَقَرِّبِينَ‌ اللَّهُمَّ‌ وَصَلِّ‌ عَلَى أَوْلِيَآئِهِمُ‌ الْمُعْتَرِفِينَ‌ بِمَقَامِهِمُ‌ الْمُتَّبِعِينَ‌ مَنْهَجَهُمُ‌ الْمُقْتَفِينَ‌ آثَارَهُمُ‌ الْمُسْتَمْسِكِينَ‌ بِعُرْوَتِهِمُ‌ الْمُتَمَسِّكِينَ‌ بِوِلايَتِهِمُ‌ الْمُؤْتَمِّينَ‌ بِإِمَامَتِهِمُ‌ الْمُسَلِّمِينَ‌ لِأَمْرِهِمُ‌ الْمُجْتَهِدِينَ‌ فِى طَاعَتِهِمُ‌ الْمُنْتَظِرِينَ‌ أَيَّامَهُمُ‌ الْمَآدِّينَ‌ إِلَيْهِمْ‌ أَعْيُنَهُمُ‌ الصَّلَوَاتِ‌ الْمُبَارَكَاتِ‌ الزَّاكِيَاتِ‌ النَّامِيَاتِ‌ الْغَادِيَاتِ‌ الرَّآئِحَاتِ‌ وَسَلِّمْ‌ عَلَيْهِمْ‌ وَعَلَى أَرْوَاحِهِمْ‌ وَاجْمَعْ‌ عَلَى التَّقْوَى أَمْرَهُمْ‌ وَأَصْلِحْ‌ لَهُمْ‌ شُؤُونَهُمْ‌ وَتُبْ‌ عَلَيْهِمْ‌ إِنَّكَ‌ أَنْتَ‌ التَّوَّابُ‌ الرَّحِيمُ‌ وَخَيْرُ الْغَافِرِينَ‌ وَاجْعَلْنَا مَعَهُمْ‌ فِى دَارِ السَّلامِ‌ بِرَحْمَتِكَ‌ يَآ أَرْحَمَ‌ الرَّاحِمِينَ‌ اللَّهُمَّ‌ هَذَا يَوْمُ‌ عَرَفَةَ‌ يَوْمٌ‌ شَرَّفْتَهُ‌ وَكَرَّمْتَهُ‌ وَعَظَّمْتَهُ‌ نَشَرْتَ‌ فِيهِ‌ رَحْمَتَكَ‌ وَمَنَنْتَ‌ فِيهِ‌ بِعَفْوِكَ‌ وَأَجْزَلْتَ‌ فِيهِ‌ عَطِيَّتَكَ‌ وَتَفَضَّلْتَ‌ بِهِ‌ عَلَى عِبَادِكَ‌ اللَّهُمَّ‌ وَأَنَا عَبْدُكَ‌ الَّذِى أَنْعَمْتَ‌ عَلَيْهِ‌ قَبْلَ‌ خَلْقِكَ‌ لَهُ‌ وَبَعْدَ خَلْقِكَ‌ إِيَّاهُ‌ فَجَعَلْتَهُ‌ مِمَّنْ‌ هَدَيْتَهُ‌ لِدِينِكَ‌ وَوَفَّقْتَهُ‌ لِحَقِّكَ‌ وَعَصَمْتَهُ‌ بِحَبْلِكَ‌ وَأَدْخَلْتَهُ‌ فِى حِزْبِكَ‌ وَأَرْشَدْتَهُ‌ لِمُوَالاةِ‌ أَوْلِيَآئِكَ‌ وَمُعَادَاةِ‌ أَعْدَآئِكَ‌ ثُمَّ‌ أَمَرْتَهُ‌ فَلَمْ‌ يَأْتَمِرْ وَزَجَرْتَهُ‌ فَلَمْ‌ يَنْزَجِرْ وَنَهَيْتَهُ‌ عَنْ‌ مَعْصِيَتِكَ‌ فَخَالَفَ‌ أَمْرَكَ‌ إِلَى نَهْيِكَ‌ لا مُعَانَدَةً‌ لَكَ‌ وَلا اسْتِكْبَاراً عَلَيْكَ‌ بَلْ‌ دَعَاهُ‌ هَوَاهُ‌ إِلَى مَا زَيَّلْتَهُ‌ وَإِلَى مَا حَذَّرْتَهُ‌ وَأَعَانَهُ‌

مناسك الحج و بهامشها 340)


عَلَى ذَلِكَ‌ عَدُوُّكَ‌ وَعَدُوُّهُ‌ فَأَقْدَمَ‌ عَلَيْهِ‌ عَارِفاً بِوَعِيدِكَ‌ رَاجِياً لِعَفْوِكَ‌ وَاثِقاً بِتَجَاوُزِكَ‌ وَكَانَ‌ أَحَقَّ‌ عِبَادِكَ‌ مَعَ‌ مَا مَنَنْتَ‌ عَلَيْهِ‌ أَلا يَفْعَلَ‌ وَهَآ أَنَا ذَا بَيْنَ‌ يَدَيْكَ‌ صَاغِراً ذَلِيلاً خَاضِعاً خَاشِعاً خَآئِفاً مُعْتَرِفاً بِعَظِيمٍ‌ مِنَ‌ الذُّنُوبِ‌ تَحَمَّلْتُهُ‌ وَجَلِيلٍ‌ مِنَ‌ الْخَطَايَا اجْتَرَمْتُهُ‌ مُسْتَجِيراً بِصَفْحِكَ‌ لائِذاً بِرَحْمَتِكَ‌ مُوقِناً أَنَّهُ‌ لا يُجِيرُنِى مِنْكَ‌ مُجِيرٌ وَلا يَمْنَعُنِى مِنْكَ‌ مَانِعٌ‌ فَعُدْ عَلَى بِمَا تَعُودُ بِهِ‌ عَلَى مَنِ‌ اقْتَرَفَ‌ مِنْ‌ تَغَمُّدِكَ‌ وَجُدْ عَلَى بِمَا تَجُودُ بِهِ‌ عَلَى مَنْ‌ أَلْقَى بِيَدِهِ‌ إِلَيْكَ‌ مِنْ‌ عَفْوِكَ‌ وَامْنُنْ‌ عَلَى بِمَا لا يَتَعَاظَمُكَ‌ أَنْ‌ تَمُنَّ‌ بِهِ‌ عَلَى مَنْ‌ أَمَّلَكَ‌ مِنْ‌ غُفْرَانِكَ‌ وَاجْعَلْ‌ لِى فِى هَذَا الْيَوْمِ‌ نَصِيباً أَنَالُ‌ بِهِ‌ حَظّاً مِنْ‌ رِضْوَانِكَ‌ وَلا تَرُدَّنِى صِفْراً مِمَّا يَنْقَلِبُ‌ بِهِ‌ الْمُتَعَبِّدُونَ‌ لكَ‌ مِنْ‌ عِبَادِكَ‌ وَإِنِّى وَإِنْ‌ لَمْ‌ أُقَدِّمْ‌ مَا قَدَّمُوهُ‌ مِنَ‌ الصَّالِحَاتِ‌ فَقَدْ قَدَّمْتُ‌ تَوْحِيدَكَ‌ وَنَفْى الاضْدَادِ وَالانْدَادِ وَالاشْبَاهِ‌ عَنْكَ‌ وَأَتَيْتُكَ‌ مِنَ‌ الابْوَابِ‌ الَّتِى أَمَرْتَ‌ أَنْ‌ تُؤْتَى مِنْهَا وَتَقَرَّبْتُ‌ إِلَيْكَ‌ بِمَا لا يَقْرُبُ‌ بِهِ‌ أَحَدٌ مِنْكَ‌ إِلا بِالتَّقَرُّبِ‌ بِهِ‌ ثُمَّ‌ أَتْبَعْتُ‌ ذَلِكَ‌ بِالانَابَةِ‌ إِلَيْكَ‌ وَالتَّذَلُّلِ‌ وَالِاسْتِكَانَةِ‌ لَكَ‌ وَحُسْنِ‌ الظَّنِّ‌ بِكَ‌ وَالثِّقَةِ‌ بِمَا عِنْدَكَ‌ وَشَفَعْتُهُ‌ بِرَجَآئِكَ‌ الَّذِى قَلَّ‌ مَا يَخِيبُ‌ عَلَيْهِ‌ رَاجِيكَ‌ وَسَأَلْتُكَ‌ مَسْأَلَةَ‌ الْحَقِيرِ الذَّلِيلِ‌ الْبَآئِسِ‌ الْفَقِيرِ الْخَآئِفِ‌ الْمُسْتَجِيرِ وَمَعَ‌ ذَلِكَ‌ خِيفَةً‌ وَتَضَرُّعاً وَتَعَوُّذَا وَتَلَوُّذاً لا مُسْتَطِيلاً بِتَكَبُّرِ الْمُتَكَبِّرِينَ‌ وَلا مُتعَالِياً بِدَآلَّةِ‌ الْمُطِيعِينَ‌ وَلا مُسْتَطِيلاً بِشَفَاعَةِ‌ الشَّافِعِينَ‌ وَأَنَا بَعْدُ أَقَلُّ‌ الاقَلِّينَ‌ وَأَذَلُّ‌ الاذَلِّينَ‌ وَمِثْلُ‌ الذَّرَّةِ‌ أَوْ دُونَهَا فَيَا مَنْ‌ لَمْ‌ يُعَاجِلِ‌ الْمُسِيئِينَ‌ وَلا يَنْدَهُ‌ الْمُتْرَفِينَ‌ وَيَا مَنْ‌ يَمُنُّ‌ بِإِقَالَةِ‌ الْعَاثِرِينَ‌ وَيَتَفَضَّلُ‌ بِإِنْظَارِ الْخَاطِئِينَ‌ أَنَا الْمُسِيءُ الْمُعْتَرِفُ‌ الْخَاطِئُ‌ الْعَاثِرُ أَنَا الَّذِى أَقْدَمَ‌ عَلَيْكَ‌ مُجْتَرِئاً أَنَا الَّذِى عَصَاكَ‌ مُتَعَمِّداً أَنَا الَّذِى اسْتَخْفَى مِنْ‌ عِبَادِكَ‌ وَبَارَزَكَ‌ أَنَا الَّذِى هَابَ‌ عِبَادَكَ‌ وَأَمِنَكَ‌ أَنَا الَّذِى لَمْ‌ يَرْهَبْ‌ سَطْوَتَكَ‌ وَلَمْ‌

مناسك الحج و بهامشها 341)


يَخَفْ‌ بَأْسَكَ‌ أنَا الْجَانِى عَلَى نَفْسِهِ‌ أنَا الْمُرْتَهَنُ‌ بِبَلِيَّتِهِ‌ أنَا الْقَلِيلُ‌ الْحَيَآءِ أَنَا الطَّوِيلُ‌ الْعَنَآءِ بِحَقِّ‌ مَنِ‌ انْتَجَبْتَ‌ مِنْ‌ خَلْقِكَ‌ وَبِمَنِ‌ اصْطَفَيْتَهُ‌ لِنَفْسِكَ‌ بِحَقِّ‌ مَنِ‌ اخْتَرْتَ‌ مِنْ‌ بَرِيَّتِكَ‌ وَمَنِ‌ اجْتَبَيْتَ‌ لِشَأْنِكَ‌ بِحَقِّ‌ مَنْ‌ وَصَلْتَ‌ طَاعَتَهُ‌ بِطَاعَتِكَ‌ وَمَنْ‌ جَعَلْتَ‌ مَعْصِيَتَهُ‌ كَمَعْصِيَتِكَ‌ بِحَقِّ‌ مَنْ‌ قَرَنْتَ‌ مُوَالاتَهُ‌ بِمُوَالاتِكَ‌ وَمَنْ‌ نُطْتَ‌ مُعَادَاتَهُ‌ بِمُعَادَاتِكَ‌ تَغَمَّدْنِى فِى يَوْمِى هَذَا بِمَا تَتَغَمَّدُ بِهِ‌ مَنْ‌ جَأَرَ إِلَيْكَ‌ مُتَنَصِّلاً وَعَاذَ بِاسْتِغْفَارِكَ‌ تَآئِباً وَتَوَلَّنِى بِمَا تَتَوَلَّى بِهِ‌ أَهْلَ‌ طَاعَتِكَ‌ وَالزُّلْفَى لَدَيْكَ‌ وَالْمَكَانَةِ‌ مِنْكَ‌ وَتَوَحَّدْنِى بِمَا تَتَوَحَّدُ بِهِ‌ مَنْ‌ وَفَى بِعَهْدِكَ‌ وَأَتْعَبَ‌ نَفْسَهُ‌ فِى ذَاتِكَ‌ وَأَجْهَدَهَا فِى مَرْضَاتِكَ‌ وَلا تُؤَاخِذْنِى بِتَفْرِيطِى فِى جَنْبِكَ‌ وَتَعَدِّى طَوْرِى فِى حُدُودِكَ‌ وَمُجَاوَزَةِ‌ أَحْكَامِكَ‌ وَلا تَسْتَدْرِجْنِى بِإِمْلائِكَ‌ لِى اسْتِدْرَاجَ‌ مَنْ‌ مَنَعَنِى خَيْرَ مَا عِنْدَهُ‌ وَلَمْ‌ يَشْرَكْكَ‌ فِى حُلُولِ‌ نِعْمَتِهِ‌ بِى وَنَبِّهْنِى مِنْ‌ رَقْدَةِ‌ الْغَافِلِينَ‌ وَسِنَةِ‌ الْمُسْرِفِينَ‌ وَنَعْسَةِ‌ الْمَخْذُولِينَ‌ وَخُذْ بِقَلْبِى إِلَى مَا اسْتَعْمَلْتَ‌ بِهِ‌ الْقَانِتِينَ‌ وَاسْتَعْبَدْتَ‌ بِهِ‌ الْمُتَعَبِّدِينَ‌ وَاسْتَنْقَذْتَ‌ بِهِ‌ الْمُتَهَاوِنِينَ‌ وَأَعِذْنِى مِمَّا يُبَاعِدُنِى عَنْكَ‌ وَيَحُولُ‌ بَيْنِى وَبَيْنَ‌ حَظِّى مِنْكَ‌ وَيَصُدُّنِى عَمَّآ أُحَاوِلُ‌ لَدَيْكَ‌ وَسَهِّلْ‌ لِى مَسْلَكَ‌ الْخَيْرَاتِ‌ إِلَيْكَ‌ وَالْمسَابَقَةَ‌ إِلَيْهَا مِنْ‌ حَيْثُ‌ أَمَرْتَ‌ وَالْمُشَآحَّةَ‌ فِيهَا عَلَى مَآ أَرَدْتَ‌ وَلا تَمْحَقْنِى فِى مَنْ‌ تَمْحَقُ‌ مِنَ‌ الْمُسْتَخِفِّينَ‌ بِمَآ أَوْعَدْتَ‌ وَلا تُهْلِكْنِى مَعَ‌ مَنْ‌ تُهْلِكُ‌ مِنَ‌ الْمُتَعَرِّضِينَ‌ لِمَقْتِكَ‌ وَلا تُتَبِّرْنِى فِى مَنْ‌ تُتَبِّرُ مِنَ‌ الْمُنْحَرِفِينَ‌ عَنْ‌ سُبُلِكَ‌ وَنَجِّنِى مِنْ‌ غَمَرَاتِ‌ الْفِتْنَةِ‌ وَخَلِّصْنِى مِنْ‌ لَهَوَاتِ‌ الْبَلْوَى وَأَجِرْنِى مِنْ‌ أَخْذِ الامْلاءِ وَحُلْ‌ بَيْنِى وَبَيْنَ‌ عَدُوٍّ يُضِلُّنِى وَهَوًى يُوبِقُنِى وَمَنْقَصَةٍ‌ تَرْهَقُنِى وَلا تُعْرِضْ‌ عَنِّى إِعْرَاضَ‌ مَنْ‌ لا تَرْضَى عَنْهُ‌ بَعْدَ غَضَبِكَ‌ وَلا تُؤْيِسْنِى مِنَ‌ الامَلِ‌ فِيكَ‌ فَيَغْلِبَ‌ عَلَى الْقُنُوطُ‍‌ مِنْ‌ رَحْمَتِكَ‌ وَلا تَمْتَحِنِّى

مناسك الحج و بهامشها 342)


بِمَا لا طَاقَةَ‌ لِى بِهِ‌ فَتَبْهَظَنِى مِمَّا تُحَمِّلُنِيهِ‌ مِنْ‌ فَضْلِ‌ مَحَبَّتِكَ‌ وَلا تُرْسِلْنِى مِنْ‌ يَدِكَ‌ إِرْسَالَ‌ مَنْ‌ لا خَيْرَ فِيهِ‌ وَلا حَاجَةَ‌ بِكَ‌ إِلَيْهِ‌ وَلا إِنَابَةَ‌ لَهُ‌ وَلا تَرْمِ‌ بِى رَمْى مَنْ‌ سَقَطَ‍‌ مِنْ‌ عَيْنِ‌ رِعَايَتِكَ‌ وَمَنِ‌ اشْتَمَلَ‌ عَلِيهِ‌ الْخِزْى مِنْ‌ عِنْدِكَ‌ بَلْ‌ خُذْ بِيَدِى مِنْ‌ سَقْطَةِ‌ الْمُتَرَدِّينَ‌ وَوَهْلَةِ‌ الْمُتَعَسِّفِينَ‌ وَزَلَّةِ‌ الْمَغْرُورِينَ‌ وَوَرْطَةِ‌ الْهَالِكِينَ‌ وَعَافِنِى مِمَّا ابْتَلَيْتَ‌ بِهِ‌ طَبَقَاتِ‌ عَبِيدِكَ‌ وَإِمَآئِكَ‌ وَبَلِّغْنِى مَبَالِغَ‌ مَنْ‌ عُنِيتَ‌ بِهِ‌ وَأَنْعَمْتَ‌ عَلَيْهِ‌ وَرَضِيتَ‌ عَنْهُ‌ فَأَعَشْتَهُ‌ حَمِيداً وَتَوَفَّيْتَهُ‌ سَعِيدَا وَطَوِّقْنِى طَوْقَ‌ الاقْلاعِ‌ عَمَّا يُحْبِطُ‍‌ الْحَسنَاتِ‌ وَيَذْهَبُ‌ بِالْبَرَكَاتِ‌ وَأَشْعِرْ قَلْبِى الِازْدِجَارَ عَنْ‌ قَبَآئِحِ‌ السَّيِّئَاتِ‌ وَفَوَاضِحِ‌ الْحَوْبَاتِ‌ وَلا تَشْغَلْنِى بِمَا لا أُدْرِكُهُ‌ إِلا بِكَ‌ عَمَّا لا يُرْضِيكَ‌ عَنِّى غَيْرُهُ‌ وَأَنْزِعْ‌ مِنْ‌ قَلْبِى حُبَّ‌ دُنْيَا دَنِيَّةٍ‌ تَنْهَى عَمَّا عِنْدَكَ‌ وَتَصُدُّ عَنِ‌ ابْتِغَآءِ الْوَسِيلَةِ‌ إِلَيْكَ‌ وَتُذْهِلُ‌ عَنِ‌ التَّقَرُّبِ‌ مِنْكَ‌ وَزَيِّنْ‌ لِى التَّفَرُّدَ بِمُنَاجَاتِكَ‌ بِاللَّيْلِ‌ وَالنَّهَارِ وَهَبْ‌ لِى عِصْمَةً‌ تُدْنِينِى مِنْ‌ خَشْيَتِكَ‌ وَتَقْطَعُنِى عَنْ‌ رُكُوبِ‌ مَحَارِمِكَ‌ وَتَفُكُّنِى مِنْ‌ أَسْرِ الْعَظَآئِمِ‌ وَهَبْ‌ لِى التَّطْهِيرَ مِنْ‌ دَنَسِ‌ الْعِصْيَانِ‌ وَأَذْهِبْ‌ عَنِّى دَرَنَ‌ الخَطَايَا وَسَرْبِلْنِى بِسِرْبَالِ‌ عَافِيَتِكَ‌ وَرَدِّنِى رِدَآءَ مُعَافَاتِكَ‌ وَجَلِّلْنِى سَوَابِغَ‌ نَعْمَآئِكَ‌ وَظَاهِرْ لَدَى فَضْلَكَ‌ وَطَوْلَكَ‌ وَأَيِّدْنِى بِتَوْفِيقِكَ‌ وَتَسْدِيدِكَ‌ وَأَعِنِّى عَلَى صَالِحِ‌ النِّيَّةِ‌ وَمَرْضِى الْقَوْلِ‌ وَمُسْتَحْسَنِ‌ الْعَمَلِ‌ وَلا تَكِلْنِى إِلَى حَوْلِى وَقُوَّتِى دُونَ‌ حَوْلِكَ‌ وَقُوَّتِكَ‌ وَلا تُخْزِنِى يَوْمَ‌ تَبْعَثُنِى لِلِقَآئِكَ‌ وَلا تَفْضَحْنِى بَيْنَ‌ يَدَى أَوْلِيَآئِكَ‌ وَلا تُنْسِنِى ذِكْرَكَ‌ وَلا تُذْهِبْ‌ عَنِّى شُكْرَكَ‌ بَلْ‌ أَلْزِمْنِيهِ‌ فِى أَحْوَالِ‌ السَّهْوِ عِنْدَ غَفَلاتِ‌ الْجَاهِلِينَ‌ لِآلائِكَ‌ وَأَوْزِعْنِى أَنْ‌ أُثْنِى بِمَآ أَوْلَيْتَنِيهِ‌ وَأَعْتَرِفَ‌ بِمَآ أَسْدَيْتَهُ‌ إِلَى وَاجْعَلْ‌ رَغْبَتِى إِلَيْكَ‌ فَوْقَ‌ رَغْبَةِ‌ الرَّاغِبِينَ‌ وَحَمْدِى إِيَّاكَ‌ فَوْقَ‌ حَمْدِ الْحَامِدِينَ‌ وَلا تَخْذُلْنِى عِنْدَ فَاقَتِى إِلَيْكَ‌ وَلا

مناسك الحج و بهامشها 343)


تُهْلِكْنِى بِمَآ أَسْدَيْتُهُ‌ إِلَيْكَ‌ وَلا تَجْبَهْنِى بِمَا جَبَهْتَ‌ بِهِ‌ الْمُعَانِدِينَ‌ لَكَ‌ فَإِنِّى لَكَ‌ مُسَلِّمٌ‌ أَعْلَمُ‌ أَنَّ‌ الْحُجَّةَ‌ لَكَ‌ وَأَنَّكَ‌ أَوْلَى بِالْفَضْلِ‌ وَأَعْوَدُ بِالاحْسَانِ‌ وَأَهْلُ‌ التَّقْوَى وَأَهْلُ‌ الْمَغْفِرَةِ‌ وَأَنَّكَ‌ بِأَنْ‌ تَعْفُوَ أَوْلَى مِنْكَ‌ بِأَنْ‌ تُعَاقِبَ‌ وَأَنَّكَ‌ بِأَنْ‌ تَسْتُرَ أَقْرَبُ‌ مِنْكَ‌ إِلَى أَنْ‌ تَشْهَرَ فَأَحْيِنِى حَيَاةً‌ طَيِّبَةً‌ تَنْتَظِمُ‌ بِمَآ أُرِيدُ وَتَبْلُغُ‌ مَآ أُحِبُّ‌ مِنْ‌ حَيْثُ‌ لا آتِى مَا تَكْرَهُ‌ وَلا أَرْتَكِبُ‌ مَا نَهَيْتَ‌ عَنْهُ‌ وَأَمِتْنِى مِيتَةَ‌ مَنْ‌ يَسْعَى نُورُهُ‌ بَيْنَ‌ يَدَيْهِ‌ وَعَنْ‌ يَمِينِهِ‌ وَذَلِّلْنِى بَيْنَ‌ يَدَيْكَ‌ وَأَعِزَّنِى عِنْدَ خَلْقِكَ‌ وَضَعْنِى إِذَا خَلَوْتُ‌ بِكَ‌ وَارْفَعْنِى بَيْنَ‌ عِبَادِكَ‌ وَأَغْنِنِى عَمَّنْ‌ هُوَ غَنِى عَنِّى وَزِدْنِى إِلَيْكَ‌ فَاقَةً‌ وَفَقْراً وَأَعِذْنِى مِنْ‌ شَمَاتَةِ‌ الاعْدَآءِ وَمِنْ‌ حُلُولِ‌ الْبَلاءِ وَمِنَ‌ الذُّلِّ‌ وَالْعَنَآءِ تَغَمَّدْنِى فِى مَا اطَّلَعْتَ‌ عَلَيْهِ‌ مِنِّى بِمَا يَتَغَمَّدُ بِهِ‌ الْقَادِرُ عَلَى الْبَطْشِ‌ لَولا حِلْمُهُ‌ وَالآخِذُ عَلَى الْجَرِيرَةِ‌ لَوْلا أَنَاتُهُ‌ وَإِذَآ أَرَدْتَ‌ بِقَوْمٍ‌ فِتْنَةً‌ أَوْ سُوءاً فَنَجِّنِى مِنْهَا لِوَاذاً بِكَ‌ وَإِذْ لَمْ‌ تُقِمْنِى مَقَامَ‌ فَضِيحةٍ‌ فِى دُنْيَاكَ‌ فَلا تُقِمْنِى مِثْلَهُ‌ فِى آخِرَتِكَ‌ وَاشْفَعْ‌ لِى أَوَآئِلَ‌ مِنَنِكَ‌ بِأَوَاخِرهَا وَقَدِيمَ‌ فَوَآئِدِكَ‌ بِحَوَادِثِهَا وَلا تَمْدُدْ لِى مَدّاً يَقْسُو مَعَهُ‌ قَلْبِى وَلا تَقْرَعْنِى قَارِعَةً‌ يَذْهَبُ‌ لَهَا بَهَآئِى وَلا تَسُمْنِى خَسِيسَةً‌ يَصْغُرُ لَهَا قَدْرى وَلا نَقِيصَةً‌ يُجْهَلُ‌ مِنْ‌ أَجْلِهَا مَكَانِى وَلا تَرُعْنِى رَوْعَةً‌ أُبْلِسُ‌ بِهَا وَلا خِيفَةً‌ أُوجِسُ‌ دُونَهَا اجْعَلْ‌ هَيْبَتِى فِى وَعِيدِكَ‌ وَحَذَرِى مِنْ‌ إِعْذَارِكَ‌ وَإِنْذَارِكَ‌ وَرَهْبَتِى عِنْدَ تِلاوَةِ‌ آيَاتِكَ‌ وَاعْمُرْ لَيْلِى بِإِيقَاظِى فِيهِ‌ لِعِبَادَتِكَ‌ وَتَفَرُّدِى بِالتَّهَجُّدِ لَكَ‌ وَتَجَرُّدِى بِسُكُونِى إِلَيْكَ‌ وَإِنْزَالِ‌ حَوَآئِجِى بِكَ‌ وَمُنَازَلَتِى إِيَّاكَ‌ فِى فَكَاكِ‌ رَقَبَتِى مِنْ‌ نَارِكَ‌ وَإِجَارَتِى مِمَّا فِيهِ‌ أَهْلُهَا مِنْ‌ عَذَابِكَ‌ وَلا تَذَرْنِى فِى طُغْيَانِى عَامِهاً وَلا فِى غَمْرَتِى سَاهِياً حَتَّى حِينٍ‌ وَلا تَجْعَلْنِى عِظَةً‌ لِمَنِ‌ اتَّعَظَ‍‌ وَلا نَكَالاً لِمَنِ‌ اعْتَبَرَ وَلا فِتْنَةً‌ لِمَنْ‌ نَظَرَ وَلا تَمْكُرْ بِى فِى مَنْ‌ تَمْكُرُ بِهِ‌ وَلا تَسْتَبْدِلْ‌ بِى

مناسك الحج و بهامشها 344)


غَيْرِى وَلا تُغَيِّرْ لِى اسْماً وَلا تُبَدِّلْ‌ لِى جِسْماً وَلا تَتَّخِذْنِى هُزُواً لِخَلْقِكَ‌ وَلا سُخْرِيّاً لَكَ‌ وَلا تَبَعاً إِلا لِمَرْضَاتِكَ‌ وَلا مُمْتَهَناً إِلا بِالِانْتِقَامِ‌ لَكَ‌ وَأَوْجِدْنِى بَرْدَ عَفْوِكَ‌ وحَلاوَةَ‌ رَحْمَتِكَ‌ وَرَوْحِكَ‌ وَرَيْحَانِكَ‌ وَجَنَّةِ‌ نَعِيمِكَ‌ وَأَذِقْنِى طَعْمَ‌ الْفَرَاغِ‌ لِمَا تُحِبُّ‌ بِسَعَةٍ‌ مِنْ‌ سَعَتِكَ‌ وَالِاجْتِهَادِ فِيمَا يُزْلِفُ‌ لَدَيْكَ‌ وَعِنْدَكَ‌ وَأَتْحِفْنِى بِتُحْفَةٍ‌ مِنْ‌ تُحُفَاتِكَ‌ وَاجْعَلْ‌ تِجَارَتِى رَابِحَةً‌ وَكَرَّتِى غَيْرَ خَاسِرَةٍ‌ وَأَخِفْنِى مَقَامَكَ‌ وَشَوِّقْنِى لِقَآءَكَ‌ وَتُبْ‌ عَلَى تَوْبَةً‌ نَصُوحاً لا تُبْقِ‌ مَعَهَا ذُنُوباً صَغِيرَةً‌ وَلا كَبِيرَةً‌ وَلا تَذَرْ مَعَهَا عَلانِيَةً‌ وَلا سَرِيرَةً‌ وَانْزَعِ‌ الْغِلَّ‌ مِنْ‌ صَدْرِى لِلْمُؤْمِنِينَ‌ وَأَعْطِفْ‌ بِقَلْبِى عَلَى الْخَاشِعِينَ‌ وَكُنْ‌ لِى كَمَا تَكُونُ‌ لِلصَّالِحِينَ‌ وَحَلِّنِى حِلْيَةَ‌ الْمُتَّقِينَ‌ وَاجْعَلْ‌ لِى لِسَانَ‌ صِدْقٍ‌ فِى الْغَابِرِينَ‌ وَذِكْراً نَامِياً فِى الآخِرِينَ‌ وَوَافِ‌ بِى عَرْصَةَ‌ الاوَّلِينَ‌ وَتَمِّمْ‌ سُبُوغَ‌ نِعْمَتِكَ‌ عَلَى وَظَاهِرْ كَرَامَاتِهَا لَدَى وَامْلأ مِنْ‌ فَوَآئِدِكَ‌ يَدَى وَسُقْ‌ كَرَآئِمَ‌ مَوَاهِبِكَ‌ إِلَى وَجَاوِرْ بِى الاطْيَبِينَ‌ مِنْ‌ أَوْلِيَآئِكَ‌ فِى الْجِنَانِ‌ الَّتِى زَيَّنْتَهَا لِأَصْفِيَآئِكَ‌ وَجَلِّلْنِى شَرَآئِفَ‌ نِحَلِكَ‌ فِى الْمَقَامَاتِ‌ الْمُعَدَّةِ‌ لِأَحِبَّآئِكَ‌ وَاجْعَلْ‌ لِى عِنْدَكَ‌ مَقِيلاً آوِى إِلَيْهِ‌ مُطْمَئِنّاً وَمَثَابَةً‌ أَتَبَوُّءُهَا وَأَقَرُّ عَيْناً وَلا تُقَايِسْنِى بِعَظِيمَاتِ‌ الْجَرَآئِرِ وَلا تُهْلِكْنِى يَوْمَ‌ تُبْلَى السَّرَآئِرُ وَأَزِلْ‌ عَنِّى كُلَّ‌ شَكٍّ‌ وَشُبْهَةٍ‌ وَاجْعَلْ‌ لِى فِى الْحَقِّ‌ طَرِيقاً مِنْ‌ كُلِّ‌ رَحْمَةٍ‌ وَأَجْزِلْ‌ لِى قِسَمَ‌ الْمَوَاهِبِ‌ مِنْ‌ نَوَالِكَ‌ وَوَفِّرْ عَلَى حُظُوظَ‍‌ الاحْسَانِ‌ مِنْ‌ إِفْضَالِكَ‌ وَاجْعَلْ‌ قَلْبِى وَاثِقاً بِمَا عِنْدَكَ‌ وَهَمِّى مُسْتَفْرَغاً لِمَا هُوَ لَكَ‌ وَاسْتَعْمِلْنِى بِمَا تَسْتَعْمِلُ‌ بِهِ‌ خَالِصَتَكَ‌ وَأَشْرِبْ‌ قَلْبِى عِنْدَ ذُهُولِ‌ الْعُقولِ‌ طَاعَتَكَ‌ وَاجْمَعْ‌ لِى الْغِنَى وَالْعَفَافَ‌ وَالدَّعَةَ‌ وَالْمُعَافَاةَ‌ وَالصِّحَّةَ‌ وَالسَّعَةَ‌ وَالطُّمَأْنِينَةَ‌ وَالْعَافِيَةَ‌ وَلا تُحْبِطْ‍‌ حَسَنَاتِى بِمَا يَشُوبُهَا مِنْ‌ مَعْصِيَتِكَ‌ وَلا خَلَوَاتِى بِمَا يَعْرِضُ‌ لِى مِنْ‌ نَزَغَاتِ‌ فِتْنَتِكَ‌ وَصُنْ‌

مناسك الحج و بهامشها 345)


وَجْهِى عَنِ‌ الطَّلَبِ‌ إِلَى أَحَدٍ مِنَ‌ الْعَالَمِينَ‌ وَذُبَّنِى عَنِ‌ الْتِمَاسِ‌ مَا عِنْدَ الْفَاسِقِينَ‌ وَلا تَجْعَلْنِى لِلظَّالِمِينَ‌ ظَهِيراً وَلا لَهُمْ‌ عَلَى مَحْوِ كِتَابِكَ‌ يَداً وَنَصِيراً وَحُطْنِى مِنْ‌ حَيْثُ‌ لا أَعْلَمُ‌ حِيَاطَةً‌ تَقِينِى بِهَا وَافْتَحْ‌ لِى أَبْوَابَ‌ تَوْبَتِكَ‌ وَرَحْمَتِكَ‌ وَرَأْفَتِكَ‌ وَرِزْقِكَ‌ الْوَاسِعِ‌ إِنِّى إِلَيْكَ‌ مِنَ‌ الرَّاغِبِينَ‌ وَأَتْمِمْ‌ لِى إِنْعَامَكَ‌ إِنَّكَ‌ خَيْرُ الْمُنْعِمِينَ‌ وَاجْعَلْ‌ بَاقِى عُمْرِى فِى الْحَجِّ‌ وَالْعُمْرَةِ‌ ابْتِغَآءَ وَجْهِكَ‌ يَا رَبَّ‌ الْعَالَمِينَ‌ وَصَلَّى اللَّهُ‌ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ‌ الطَّيِّبِينَ‌ الطَّاهِرِينَ‌ وَالسَّلامُ‌ عَلَيْهِ‌ وَعَلَيْهِمْ‌ أَبَدَ الآبِدِينَ‌.

 

 

Pages: 1 2 3 4
Pages ( 4 of 4 ): «1 ... 3 4